البخور وعبادي الجوهر .. وحكابات أخرى..
35 عاما من العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين المملكة والصين..

بمناسبة مرور ٣٥ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، يشهد العام الثقافي السعودي الصيني زخماً متزايداً من المبادرات التي تعكس عمق التبادل الحضاري بين البلدين. ومن البرامج التلفزيونية المشتركة إلى الاهتمام المتبادل بثقافة البخور، ومن الخط العربي بنكهته الصينية إلى الأطعمة الحلال والموسيقى العابرة للحدود، تبرز نماذج متنوعة تُظهر كيف تجاوزت العلاقات الثقافية حدود الجغرافيا، لتفتح آفاقًا جديدة للحوار والتواصل بين الشعبين. -١- برامج ثقافية في قناة الصين العربية ترتبط الصين والمملكة العربية السعودية بعلاقات ثقافية عميقة عبر التاريخ تمتد عبر ألفي عام، وروابط وثيقة قائمة على أسس متينة من المودة والاحترام المتبادلين، مما ساهم في ازدهار العلاقات الودية بين البلدين وتطورها المستمر. وبمناسبة الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية، وإطلاق أول عام ثقافي صيني سعودي، أنتجت قناة CGTN العربية الصينية برنامجا ثقافيا مكونا من ٤ حلقات بعنوان ((من التعارف إلى التناغم))، وتقود فيه المذيعة الصينية مو ي (@muyi_dima) ضيفًا سعوديًا يعيش في الصين لاكتشاف جمال التبادل الثقافي بين البلدين وتقديم منظور فريد وشخصي لقصص الشخصيات المعاصرة التي تسعى إلى التواصل الحضاري ومد جسور التفاهم بين مختلف الثقافات. -٢- اللبان والبخورّ بين العرب والصين منذ ألف عام، نقلت قوافل التجار العرب اللبان والبخورّ إلى الصين، ليصبح البخور شاهدا على التبادل الثقافي التجاري بين الجانبين. أما بطل الحلقة الأولى فهو ((ووشيوه فنغ))، خبير ثقافة البخور المقيم في المملكة العربية السعودية، فتحت له دفعة من خشب العود أهداها له صديق محلي باب عالم تراث ثقافة البخور، ولتعزيز بحث وتبادل البخور الصينية والعربية، أسس «وو» عام ٢٠١٤ مع مجموعة من الخبراء والهواة، مركز أبحاث ثقافة البخور والعطور الصينية الذي يتوافد إليه الزوار المتواصل للاطلاع على المعرض والاستمتاع بالتنوع الثقافي. -٣- الخط العربي بلمسة صينية الخط العربي هو واحد من أهم الفنون في الحضارة الإسلامية، وعلى مر الزمان تنوعت الخطوط من حيث الشكل والقواعد، ومن أشهرها النسخ والكوفي والثلث، إلا أنه في الصين البعيدة تطور أسلوب خط مميز مع انتشار الإسلام والكتاتيب… يحتفظ (الخط العربي الصيني) بأساليب تنفيذ الخط الصيني الأصلي من حيث حركة اليد والأدوات المستخدمة مع تطبيق قواعد الخط العربي التقليدي لينتج شكلا فنيا فريدا من نوعه. في السنوات الأخيرة، تجول الخطاط الصيني الشاب (وانغ تشي في) بين الأماكن التراثية الإسلامية في كل أنحاء البلاد، عازما على حماية أسمى تجليات حكمة أسلاف المسلمين الصينيين. -٤- هل في الصين أطعمة حلال؟ كثيرا ما يسأل السياح العرب الذين يخططون لزيارة الصين: «هل يوجد في الصين أطعمة حلال؟». توفر الصين أطباقا غنية ومتنوعة من الأطعمة الحلال، ويوجد فيها عدد كبير من الطهاة المهرة المتخصصون، ومن أبرزهم الشيخ (شيه زينغ تاي). دُعي شيه للمشاركة في فعاليات جناح الصين لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة عام ٢٠١٣، لتقديم للزائرين مهارات الطهي المتقنة لإعداد الأطعمة الحلال التي توارثتها عائلته على مدى ٦٠٠ عام. -٥- عبادي الجوهر وعازفة العود الصينية تشاو تشوه تشيون، عازفة العود المحترفة الوحيدة في شرق آسيا، ارتبطت بموسيقى الشرق الأوسط من خلال فترة بحثها الأكاديمي، ولم يكن مفاجئا أن الفنان الكبير عبادي الجوهر لفت انتباهها على الفور. بعد عدة سنوات من الدراسة الذاتية الدقيقة، أتقنت تشاو الآن أساليب العزف للعديد من أغاني عبادي الجوهر، إلا أن أمنيتها الكبرى هي أداء فني مشترك مع فنانها المفضلة هذا، حيث تخطط مرافقته بالعزف على آلة البيبا الموسيقية الصينية (تعتقد بعض الدراسات أن أصولها يعود إلى آلة العود الذي جاء إلى الصين عبر طريق الحرير القديم). -٦- تلتقي وتتعرف الحضارتان الصينية والسعودية بعد تجاوز الجبال والبحار، والتناغم بينهما قائم منذ آلاف السنين، وقد سجلتا معا قصصا ذائعة الصيت في التاريخ للتلاحم والتنافع بين الحضارات المختلفة. * صحفية صينية