مدينة الملك عبدالعزيز الطبية..

تجلّي الوطن في أبهى صوره.

أكتب هذه الكلمات وأنا أتلقى الرعاية الصحية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، التابعة لوزارة الحرس الوطني، إثر عارض صحي عابر ـ نحمد الله عليه ـ ، و لكنّ ما ليس عابرًا هو حجم الامتنان الذي يسكنني تجاه هذا الصرح الطبي الشامخ، الذي لمسته لا كمجرد زائر، بل كمريض وجد في طاقمه وإمكاناته، ما يبعث الطمأنينة ويمنح الثقة في وطنٍ يضع الإنسان أولاً. في هذه اللحظات التي يشتدّ فيها وقع الوجع، لا يخفف وطأته سوى يدٍ رحيمة، ونظامٍ طبي متكامل، وإدارةٍ لا تؤمن إلا بالإتقان. وهذا ما وجدته هنا؛ حيث تتقاطع المهنية العالية مع الروح الإنسانية الرفيعة، في بيئة علاجية تُدار بأحدث التقنيات الطبية، وتُسند بكفاءات وطنية وعالمية من الأطباء والممارسين الذين يُشرّفون مهنة الطب بأخلاقهم قبل أدواتهم. مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ليست مجرد مستشفى، بل مؤسسة صحية متكاملة تُجسّد طموح المملكة في أن تكون مركزًا إقليميًا ودوليًا للتميز في الخدمات العلاجية والتعليم الطبي والبحث العلمي. منذ تأسيسها وهي ترتقي عامًا بعد عام، لتغدو اليوم منارةً طبية في قلب العاصمة، تستقبل الحالات المعقدة، وتجري العمليات الدقيقة، وتدرّب الأجيال القادمة من كوادر الطب والتمريض. وما يثلج الصدر أن هذه المدينة الطبية ليست فقط صرحًا في البنية، بل في القيمة؛ فهي تنبض بمشروع وطني كبير، يعكس رؤية المملكة في النهوض بقطاع الصحة كركيزة من ركائز جودة الحياة والنهضة الشاملة. وأنا أدوّن هذه الكلمات، لا أكتب فقط عن غرفة علاج أو تقرير طبي، بل أكتب عن وطنٍ يُداوي أبناءه بالعلم، ويحتضنهم بالرحمة، ويُسابق الزمن ليكون الإنسان فيه هو الأولوية. خالص الدعاء لمن عملوا في هذا الصرح، ولمن خططوا له، ولمن جعلوا منه واقعًا نعيشه لا أمنية ننتظرها. وشكرًا من القلب، لكل من مدّ يده بلُطف، وابتسم رغم تعب المناوبة، ومسح وجع المريض قبل أن يكتب له وصفة دواء. دمتِ يا بلادي عافيةً تُشفينا، ويدًا لا تترك أبناءها، ومجدًا يُبنى على سلامة الإنسان وكرامته.