
س: ما خطورة الشائعات؟ ج:الشائعات من أخطر ما يهدد الأفراد والأسر والمجتمعات والدول، وقد نبه الله تعالى إلى هذا الخطر فقال﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83] فأخطر الشائعات ما يتعلق بالشأن العام الذي يجب رده إلى ولاة الأمر والجهات المختصة المفوضة من قبلهم. وقال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]، فلا بد من التثبت من الأخبار قبل نقلها، خشية الوقوع في الظلم والندم. وفي مسلم (برقم 5) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» أي أن مجرد التحديث بكل ما يُسمع دون تثبت قد يُوقع في الكذب والإثم، ولهذا في الصحيحين (البخاري برقم 6018 ومسلم برقم 47) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ﷺ:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»وهو توجيه نبوي عظيم يدل على أهمية التروي في الكلام، والاقتصار على ما فيه نفع. وفي عالم اليوم، ومع تعقيد شؤون الدول الحديثة، أصبحت الإدارة تُبنى على منظومات مؤسسية متخصصة، لكل جهة اختصاصها وصلاحياتها، وهي تعمل بالتكامل مع بقية الجهات لخدمة الصالح العام. وفي وطننا المبارك – حرسه الله – وضمن رؤية السعودية 2030، يتم تسيير شؤون الدولة عبر مؤسسات لها ولاياتها النظامية المستمدة من ولي الأمر – أيده الله – وهو المرجع لجميع السلطات كما نصت المادة (44) من النظام الأساسي للحكم،ولذلك لا يجوز لأحد أن يفتات على اختصاص أي جهة، بل يجب طلب الحق والحقيقة من الجهات المختصة. فالأخبار العامة اختصاص وكالة الأنباء السعودية (واس)وهي الهيئة العامة المرتبطة بوزير الإعلام وهي المعنية بنقل الأخبار العامة والتصريحات المعتمدة وفقاً لتنظيمها الصادر سنة 1444هـ، ولوثيقة السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية الصادرة سنة 1402هـ، والله الموفق.