رواية.. وسينما

لم يكن مفاجأة أن رواية (ابنة ليليت) للكاتب السعودي (أحمد السماري) قد ظهرت في قائمة الأعمال الروائية المرشحة من قبل وزارة الثقافة لتحويلها إلى عمل سينمائي.. فمنذ قراءتي الأولى لها أدركت أنني أمام عمل جدير بأن ترى أحداثه أمامك في شاشة . إن طبيعة الأعمال الروائية التي اعتدنا عليها كانت تركز على وصف الشخصيات أو الغوص عميقا في المشاعر التي تصنعها الحبكات، أما مع روايات السماري فالأمر مختلفا.. أنت أمام رواية بسيطة البناء لكنك محاصر بطوفان من الأحداث والمواقف.. تبدأ الرواية قارئا مسترخيا وتتنهيها وكأنك قد قطعت مئات الأميال ركضا خلف أحداث غير متوقعة.. ثمة مولد خلف السطور لا يسمح لك بالراحة ولا التقاط الأنفاس.. وكأنك مطارد في كل صفحة؛ عدا أنها ليست أحداثا عشوائية وضعت بقصد الإثارة فكل موقف يحمل معه أدواته باحترافية عظيمة سواء كانت تاريخية أو اجتماعية أو حتى علمية متخصصة وحتى بطل الرواية نفسه يتحول هو الآخر بكل تلقائية إلى أداة من أدوات صنع الرواية ويبدو جزءا من المشهد لا صانعا له. ولعل أهم ما صنع هذه التوليفة هو إحاطة الكاتب بالتفاصيل التي يكتب عنها سواء كانت في حديثه عن التقنيات الطبية والأنظمة والقوانين التي تحكم دول أخرى.. أو في حديثه عن أدوات العزف ونوتات الغناء. هذا الخط الروائي المميز الذي يقدم لك كل المكونات من شخوص وأزمنة وأماكن في طبق مختلط لمسته في روايته (ابنة ليليت) كما وجدته أيضا في روايته (قنطرة) هو ما يجعل الرواية تترشح للتحويل إلى فيلم سينمائي يعرض لك الحياة كما هي.. حيث لا بطولة حقيقية لغير القدر.