د.سارة الصراف في محاضرتها بجامعة الأمير سطام ..

رأس جدي البعثة العراقية لتنمية الزراعة في الخرج .

لا نعشق الأرض التي درجنا عليها نحن فقط، بل نحب أيضاً ما أحبه أجدادنا، هذا ما شعرت به من كلام الروائية الإعلامية العراقية السيدة سارة الصراف عندما قابلتها في جامعة الأمير سطام بإقليم الخرج، يوم 29 سبتمبر عام 2024م قالت: جئت للمكان الذي عمل فيه جدي قبل 85 عاماً تقريباً كرئيس للبعثة الزراعية العراقية عام 1939م جدي هو المهندس أحمد سوسة الحاصل على الدكتوراه في هندسة الري من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية عام 1935م عمل مع بعثته على إجراء دراسات فنية واقترح الحلول المناسبة لطبيعة التنمية الزراعية التي أمر بها الملك عبدالعزيز آل سعود من خلال توجيهه بتأسيس مشروع الخرج الزراعي، وقد جلبت هذه البعثة معها الآلات الزراعية الحديثة ومضخات لنقل الماء من عيون الخرج إلى السهباء، واحضرت كذلك الطيور والبذور في 60 سيارة، وساهم معالي الشيخ عبد الله بن سليمان بعشر سيارات محملة بعدد من الآلات الزراعية الأمريكية لدعم جهود هذه البعثة، وفد باشر حين وصوله غرس عشرة آلاف شتلة ورغب في غرس المزيد منها. وقالت أنها قبل حضورها للسعودية عادت من الإمارات العربية المتحدة للعراق، لبيت جدها الذي تربت فيه، وفتحت صناديق حديدية وأحضرت معها بعض الوثائق التي عرضتها في جامعة الأمير سطام خلال زيارتها، وذكرت أن من أهم الدراسات التي قامت بها البعثة العراقية دراسة طوبوغرافية للخرج أظهرت أنها ملتقى أودية تجتمع فيها السيول تاركة الترسبات الغرينية التي تسهم إسهاماً فعالاً في جعل أراضيها المنبسطة غنية بالخصوبة القابلة للاستثمار بالزراعة، وأجرت البعثة دراسات فنية للينابيع والعيون الموجودة في غرب الخرج ، واقترحت تركيب مكائن تضخ المياه من عين سمحة لكي تصل المياه لسقيا 2500 دونم في السهل الواسع الممتد شمال ملتقى شعيب العين مع شعيب العجيمي، ولا شك أن إدخال الآلات أحدث نقلة نوعية في مجتمع المملكة، فمهد للاستقرار بدل حياة البداوة المعتمدة على متابعة المطر والعشب. كانت هذه البدايات تبعتها بعثة مصرية ثم بعثات أمريكية، نتذكر هذا ونحمد الله على ما تعيشه بلادنا اليوم من نعمة الأمن والاستقرار ما أدى لتحويل رقعة كبيرة منها إلى مشاريع و واحات خضراء، وننتظر الكثير في ظل رؤية 2030 التي ستحول بلادنا إلى جنات بإذنه سبحانه تحت ظل حكومتنا الرشيدة (السعودية الخضراء)