عرفت الفريق يحي بن عبدالله المعلمي بعد تقاعده من العمل العسكري، وتفرغه للتأليف والكتابة الصحفية، قابلته بالنادي الأدبي بالرياض فدعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية، والتسجيل معه ضمن برنامج التاريخ الشفوي للمملكة، وافق سريعاً وتمت زيارته للمكتبة صباح يوم 27/1/1419هـ وعلى مدى ثلاث ساعات استعرض أهم محطات حياته العلمية والعملية. قال: إنه ولد في ميدي بتهامة عسير عام 1347هـ، وأنه يحمل مؤهل الماجستير في علوم إدارة الشرطة والأمن العام مع تخصص في إدارة المرور، وأن آخر عمل زاوله قبيل تقاعده مساعداً لمدير الأمن العام لشؤون العمليات برتبة فريق. قال: إنه تلقى تعليمه الابتدائي في جازان على يد عمه القاضي محمد بن عبدالرحيم المعلمي، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية التي أنشئت في عام 1355هـ، وفي عام 1358هـ انتقل إلى مكة المكرمة وواصل دراسته ليحصل على الشهادة الابتدائية، التحق بعد ذلك بمدرسة تحضير البعثات الثانوية ولمدة أربع سنوات. التحق بعدها بمدرسة الشرطة بتاريخ 1/2/1367هـ وتخرج منها بتاريخ 1/4/1367هـ برتبة ملازم. وكان وقتها يطلب العلم بالمسجد الحرام على أيدي المشايخ وأهمهم الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف العمومية. ويحضر دروس السيد علوي عباس مالكي، والشيخ صالح العشماوي، والسيد أمين كتبي في المسجد الحرام. بعد تخرجه من مدرسة الشرطة عمل محققاً بالقسم المدني بشرطة العاصمة، ثم نقل للعمل بشرطة أبها، وكان الضابط الوحيد إلى جانب مدير الشرطة السيد محمد القوسي. فأصبح ينوب عنه ويقوم بعمل قيادة الشرطة والتحقيقات والضبط الإداري، والمرور والإشراف على السجن العام. بعدها نقل مديراً لشرطة القنفذة برتبة ملازم أول، ويتقاضى راتب الوظيفة برتبة نقيب، بعدها عين مديراً لشرطة ينبع ولمدة سنتين، ثم نقل إلى شرطة العاصمة بمكة المكرمة رئيساً للمنطقة الثالثة، ثم نقل إلى الرياض وعين مديراً لإدارة الشرطة ومساعداً لمدير الشرطة جميل ألطف إلى أن نقلا معاً إلى مكة المكرمة، وتولى إدارة جديدة باسم المكتب الثقافي ومهمتها نشر التعليم ومحو الأمية بين منسوبي الأمن العام فأنشئت سبع مدارس لمحو الأمية في مكة وأربع مدارس في جدة، ومدرسة بالطائف، وكان قد بدأ بهذا المشروع عندما كان بشرطة الرياض، بإنشاء مدارس لتثقيف الجنود يقوم بتدريسهم إلى جانب المدرسين المنتدبين من وزارة المعارف. وبدأ بتنظيم محاضرات أسبوعية يدعو لها بعض العلماء للحديث في الدين والأدب. وقال: إنه اقترح وعمل على تنظيم برامج ابتعاث إلى الدول المتقدمة كإنجلترا، وفرنسا، والنمسا، والاشتراك في المؤتمرات الدولية التي تتعلق بأعمال الشرطة والمرور ورعاية المسجونين. وقال: إنه يستعين على تثقيف المسجونين بعرض أفلام سينمائية ثقافية يحصل عليها من السفارات. وعندما عين مديراً للمرور أحدث نظماً جديدة عرضها على الوزارة وصدر بها نظام جديد ما زال ساري المفعول، كما قام بتأسيس شرطة النجدة في جدة ومكة ثم في الرياض والطائف تمهيداً لأن تتحول الشرطة كلها إلى شرطة نجدة. وقال: إنه أثناء عمله مساعداً لمدير الأمن العام «.. تم إعداد غرف خاصة بالسجون للمتزوجين، وسمح لهم باستقدام زوجاتهم وأطفالهم والعيش معاً ولمدة ست ساعات، وقال: إنه أشرف على شؤون العمليات وهو مصطلح يعني منع وقوع الجرائم وضبطها عند وقوعها وضبط مرتكبيها، ويشرف على أعمال التحقيقات الجنائية والتحريات في أنحاء المملكة». ويضيف قائلاً: «.. وفي سنة 1402هـ أحلت على التقاعد فتفرغت للقراء والكتابة في الصحف والمجلات وتأليف الكتب، وقد أصدرت حتى الآن 46 كتاباً في فنون مختلفة، في علوم القرآن وتفسير معانيه، واستخراج الآيات الحاثة على مكارم الأخلاق، والآيات القرآنية التي تجري مجرى الأمثال ويمكن الاستشهاد بها في الحياة العامة، والأحاديث النبوية وجوامع الكلم.. إلخ». وعاد مرة أخرى ليذكر ويشكر ويشيد بمن لهم الفضل في تعليمه ومنهم الأساتذة محمد حلمي الخطاط ومحمد طاهر الكردي وأستاذ الأدب العربي والإنشاء عبدالله عبدالجبار مدير مدرسة تحضير البعثات. والأستاذ أحمد العربي مدير المعهد العلمي السعودي. وفي مقابلة صحفية أجراها الأستاذ محمد الوعيل بجريدة الجزيرة العدد 3365 في 24/1/1402هـ ( شهود هذا العصر ) ذكر: «عندما حصلت على رتبة مقدم في عام 1386هـ 1966م تفضل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز وكان وزيراً للداخلية آنذاك فأمر بابتعاثي إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا وكان ذلك بمبادرة كريمة من سموه فهو السباق دائماً إلى المكارم وفعلًا سافرت إلى أمريكا والتحقت بجامعة ولاية متشيجان كمستمع وبعد فترتين دراسيتين مدتهما ستة أشهر قررت الجامعة قبولي طالباً منتظماً لأني أحرزت معدلات عالية في الدراسة ونلت شهادة الماجستير في إدارة الشرطة في مدة لم تتجاوز خمسة عشر شهراً بتقدير ممتاز». وقال: إن هوايته منذ الصغر القراءة، وخاصة كتب الأدب والتاريخ وما زال يمارس هذه الهواية حتى الآن، وقد أضاف إليها هواية الكتابة والتأليف. وقال: إن أول كتاب ألفه بعنوان « (الأمن والمجتمع) وهو عن العلاقة بين رجال الأمن والمجتمع. وكتاب (الأمن والتخطيط) وهو كتاب علمي، ثم بدأت بكتب في سلسلة الكتب القرآنية (مكارم الأخلاق في القرآن الكريم) ثم (الشرطة في الإسلام) و(الأمن في المملكة العربية السعودية) وغيرها. وعن السعادة قال: «السعادة في نظري هي الشعور بالرضا، فالإنسان مهما أوتي من الخير والمال لن يشعر بالسعادة ما لم يشعر بالرضا والقناعة». وقال: «أعتز بعملي في الدولة بصفة عامة، وبصفة خاصة أعتز بما بذلته من جهد في إنشاء شرطة النجدة، وفي تطوير أساليب المرور، وفي تطوير السجون والسعي في طريق التحول إلى مؤسسات إصلاحية وفي تطوير العمل الجنائي والاتجاه إلى الأساليب والوسائل العلمية، كما أعتز بتشرفي بالتدريس في معهد الإدارة العامة وفي المشاركة في المؤتمرات الدولية داخل المملكة وخارجها، وأعتز بإنتاجي الأدبي ولكني لا أنسب الفضل في ذلك كله إلى نفسي فما أنا إلا جندي أودي واجبي..». وعن سؤال عن الفرق بين صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات قال: «كانت صحف الأفراد أقوى من حيث المادة، أما صحف اليوم فهي مملوءة بأشياء كثيرة، فهناك صفحات عديدة في كل يوم للرياضة وصفحات للفن وصفحات مترجمة وعلى أخبار وتعليقات لا تهم القارئ السعودي، ولا يبقى بعد ذلك مما يهم القارئ إلا أخبار الصفحة الأولى..». وعن أول مرتب تسلمه قال: «أول مرتب تسلمته كان 110 مائة وعشرة ريالات مكافأة عند التحاقي بمدرسة الشرطة لمدة شهرين، ولما تخرجت ملازماً أصبح مرتبي 145 ريالاً، ولكن الراتب لا يصرف إلا بعد ثلاثة أو ستة أشهر، وكان الراتب يصرف أحياناً ليس بالنقد وإنما يصرف لنا من المالية حبوب أو تيوس! نعم تيوس من زكاة الأغنام وتقدر علينا قيمتها ونأخذها من الراتب وكنا نعتبر ذلك مكسباً لنا». ترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) دارة الملك عبدالعزيز، ط1، ج3 . الدكتور حمد بن ناصر الدخيل قائلاً: «عسكري، لغوي، نحوي، شاعر، مؤلف.. وحصل على ماجستير العلوم في إدارة الشرطة والأمن العام مع التخصص في إدارة المرور من جامعة ميتشجان سنة 1966م ونال شهادة معهد الإدارة العامة بالرياض في التخطيط والتنمية.. نال ميدالية التقدير العسكرية من الدرجة الأولى لجهوده في أعمال الحج، ووسام الملك عبدالعزيز تقديراً لخدماته، ولجهوده الأدبية واللغوية، عين عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة.. شارك في عدد من المؤتمرات الدولية منها: المؤتمر الدولي للشرطة الجنائية (الانتربول) في فيينا سنة 1956م. وقد جمع أحمد الخاني شعره بعد وفاته سنة 1428هـ بعنوان: (قلب نابض). وعدد مؤلفاته بـ 14 عنواناً سبق الإشارة إلى بعضها وترجمت بعض مؤلفاته إلى الإنجليزية والأوردية. كما ترجم له في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال مائة عام 1319 – 1419هـ، أحمد سعيد بن سلم، ط2، المدينة المنورة، النادي الأدبي 1402هـ 1999م. كما ترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة) الدائرة للاعلام ، ط2، 1413هـ 1997م. وترجم له في (معجم المؤلفين المعاصرين) محمد خير رمضان، ط1، مكتبة الملك فهد الوطنية. ترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) جمعية الثقافة والفنون، ط3، 1415هـ 1995م.