الحداثة التي تشهدها السعودية.

الوجه الواضح والسبّاق في الحداثة التي تشهدها السعودية اليوم ظهر في التوزيع الموسيقي لأغاني طلال مداح ومحمد عبده، وفي كلمات الأغاني الجديدة، في قصيدة النثر والصراع بين الجديد والقديم، في كلمات بدر بن عبدالمحسن الذي اقترب بالأغنية من مراتب نقلتها من الإيحاء الخجول بالحب إلى التعبير عنه بشفافية ارتقت بالأرواح وعلمتها أن شعاع الشمس الذي يدخل من نافذة الغرفة يمكن أن يكون موضوعًا لأغنية. فكانت قاطرة الفن والشعر في مقدمة رحلة التغيير في المملكة، ولا يمكنك وأنت تصغي لأغاني طلال مداح ومحمد عبده التي احتلت مكانتها في الذائقة العربية إلا أن تعتبر الفن الشرارة التي أشعلت البهجة والطموح والأمل في السعودية. ثم توالت الابتعاثات وزادت كثافتها وذهب السعوديون للدراسة في بلدان العالم بالآلاف، واليوم تقطف المملكة ثمرة العائدين إلى بلادهم أفواجًا على مدى عقود وقد اكتنزوا بتلك الطاقة التي تدفع ببلدهم إلى ما لا يتخيله البعض. اسمع أي أغنية لمحمد عبده سترى أنها ليست أغنية وموسيقى عابرة، إنها ثورة ناعمة سايرت نبضات القلوب وأيقظت الكامن في وجدان مجتمع يعيد اكتشاف نفسه ويتموضع في المستقبل عن وعي ومعرفة ورؤية لم يعد من السهل تجاهلها. ومن يصمم على الإنكار سيعبر الزمن الجديد من أمامه وهو متشبث بتأويلات الغبار الذي تحركه ريح السرعة. * شاعر وصحفي يمني