عبدالمقصود خوجة..

تاريخ من الاحتفاء بالأدب والثقافة.

اشتهر الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة باثنينيته الثقافية الشهيرة التي تقام أسبوعياً بجدة منذ سنة 1403هـ 1983م واستمرت حتى عام 1437هـ 2016م حيث مرض صاحبها واعتزل الناس لنحو خمس سنوات حتى وافاه الأجل رحمه الله. حضرت اثنينيته لمرتين وشاركت بهما الأولى عام 1421هـ تكريم الأستاذ عبدالكريم الجهيمان والثانية تكريم الأستاذ فهد العريفي عام 1423هـ وصار لي الشرف أن أكرم في 9/2/1436هـ الموافق 1/12/2014م قبل سنة من توقفها. •ترجم لوالده الدكتور منصور الحازمي بـ(قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) ج1، ط1. والابن امتداد للوالد، الذي كان له دور حيوي في الحياة الثقافية، بالمملكة في بداياتها. إذ تولى والده إدارة الجريدة الوحيدة في هذه البلاد عندما كانت (مملكة الحجاز وسلطنة نجد) عام 1345هـ (أم القرى) مديراً لها ولمطبعتها ثم رئيساً لتحريرها، وقد قام بإعداد كتاب (وحي الصحراء) عام 1355هـ مع زميله عبدالله بلخير. •أما الابن هو عبدالمقصود بن محمد سعيد خوجة فقد ترجمت له بالقاموس أمل بنت الخياط التميمي قائلةً:«كاتب، وناشر، ووجيه، وصاحب صالون أدبي، ولد بمكة المكرمة، وأتم دراسته الابتدائية وجزءاً من المرحلة الثانوية بمدرسة الفلاح بمكة، ثم أكمل تعليمه بالمعهد العلمي الإسلامي بدمشق». تأثر بوالده محمد سعيد خوجة (1324-1360هـ) وكان له تأثير بيّن في غرس حب الأدب في نفسه، والاتجاه فيما بعد إلى خدمة الأدباء وتكريمهم. تدرج في الوظائف الإعلامية من عام 1375هـ حتى عام 1383هـ حيث طلب الإحالة على التقاعد ليتفرغ لأعماله الحرة، فأسس عدة شركات في مجال البناء والتعمير والمقاولات والصناعة والنشاطات العقارية وبالإضافة إلى منتدى الاثنينية الأدبي الذي يقام مساء كل اثنين بداره بجدة من عام 1403هـ، لديه مشاركة فعالة في عدد من الأندية الثقافية والرياضية، والجمعيات الخيرية، وغيرها من النشاطات العلمية، ومن بعض أوجه النشاط الثقافي والاجتماعي له: عضو شرف النادي الثقافي الأدبي بجدة، وعضو شرف النادي الثقافي والأدبي بمكة المكرمة، وعضو الجمعية العمومية بصحيفة الندوة بمكة المكرمة، وعضو مؤسس بمؤسسة عسير للصحافة والنشر، وعضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الفكر العربي، وعضو شرف رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو رابطة الأدب الحديث بالقاهرة. •ترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر ج1، ط2، 1434هـ 2013م « ولد عام 1343هـ 1925م بمكة المكرمة، درس بمدارس الفلاح، وتخرج في المعهد العربي الإسلامي في دمشق ودرس الأدب فيها، عمل مندوباً للديوان الملكي في المفوضية السعودية بلبنان 1956م -1958م - 1959م موظفاً بمكتب الصحافة والنشر بالسفارة السعودية في بيروت، محرراً صحفياً ومصمماً بجريدة الأيام بدمشق، ومجلة الأديب، ثم إعلامياً بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، ثم تولى منصب مدير عام المديرية حتى عام 1383هـ 1963م، حيث آثر ترك العمل الحكومي والتفرغ لأعماله الحرة حيث أنشأ مصنعاً لتجميع البطاريات السائلة، ومصنعاً للعطور، كما أسس عدة شركات في مجال أعمال البناء والمقاولات والصناعة، ويمثل شركات أجنبية في السوق السعودية إلى جانب نشاطات تجارية وعقارية داخل المملكة وخارجها، ترأس الجمعية الثنائية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض 1400هـ 1980م، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك فهد العامة بجدة 1417هـ، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام والنشر 1419هـ، صاحب الصالون الأدبي الشهير (الاثنينية) الذي يقام في داره بجدة منذ 1403هـ 1982م حتى الآن ويستضيف فيها رجال الفكر، والثقافة، والأدب، في المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي، وقد أصدر عشرين مجلداً يضم نحو 260 أمسية توثق للعصر الحاضر وثقافته وللأدب العربي السعودي بشكل خاص، لكن دون اقتصار على المملكة وحدها «. ص 327-328. وأمامي الآن الجزء الحادي والثلاثون – المجلد الأول – من (الاثنينية) الصادر 1437هـ 2015م ويضم عشر مناسبات تكريم من رقم 484 إلى رقم 493 حفل تكريم لعدد سبعة سعوديين وبحريني وسوري ومصري. والمجلد الثاني من الجزء الحادي والثلاثين، الذي يضم تسع احتفالات (494) حفل تكريم بيت التشكيليين بجدة، يليه (495) حفل تكريم الجمعية الخيرية النسائية الأولى، وبقية الاحتفالات لخمسة سعوديين، ومصري، وجزائري. وآخر حفل أمامي رقمه (502). أخر حفل ظهر به الأستاذ عبدالمقصود ورعاه هو (497) الذي استضاف الدكتور سليمان الذيب. والحفلات الخمس الأخيرة رعاها ابنه محمد سعيد خوجة. وهو لا يقتصر على تكريم الأفراد بل يكرم حتى الهيئات والمؤسسات العلمية. هذا وقد كرمه مركز صالح بن صالح بعنيزة في المهرجان الثقافي لعام 1439هـ 2018م مع مجموعة من الأدباء، ولم يحضر المناسبة بل حضر بدلاً منه حفيده. كما ألقى الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي السابق محاضرة بمركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض عام 1440هـ 2019م ووزع بالمناسبة عدد صحيفة (جسور) المخصصة عن (الأستاذ عبدالمقصود خوجة: نبيل من نبلاء هذه الأرض المباركة ورمز من رموز العطاء والنجاح). وهي نشرة دورية – العدد الواحد والعشرون – صفر 1439هـ. وقد ضم العدد سيرة موجزة له وإطلاله على الاثنينية ونشاطها.. شارك بالتحدث عن عبدالمقصود خوجة كل من الأساتذة والدكاترة: عبدالرحمن الشبيلي، عبدالله الحقيل، محمد القشعمي، فايز البدراني الحربي، عبدالمحسن القحطاني، عاصم حمدان، عدنان العوامي. قال عنه الدكتور الشبيلي:» إن مما يسجل لعبدالمقصود خوجة في جهوده الثقافية المتصلة، حرصه على إيصال الحفاوة إلى رموز الثقافة في مختلف مناطق المملكة، لا يفرق في ذلك بين مشهور ومغمور، أو بين موسر أو محروم، فضلاً عن تخصيص جزء من عمله لخدمة الثقافة الإسلامية والعربية ومفكريها رجالاً ونساءً، ونشر نتاج الاثنينية في ثلاثين مجلداً حتى الآن «. وقال الدكتور القحطاني:» يظل عبدالمقصود خوجة واحداً من رموز الثقافة الذين أثروا بجهودهم مجالات الفكر والمعرفة في المملكة العربية السعودية، لم يتوقف عن المشاركة في دعم الثقافة والأدب منذ بواكيره، وقد قدم دراسة عن الإعلام وأثره في الفكر منذ أكثر من خمسين عاماً في مؤتمر جنيف عام 1963م «. وفي إطلالة على الاثنينية:» أول منتدى على مستوى العالم سجلت لقاءاته بالصوت والصورة بداية بالفيديو ثم بالأشرطة الممغنطة، وتم تفريغ أشرطتها وتوثيقها كتابة وصورة، كما تم رفع 500 فعالية على موقع الاثنينية على اليوتيوب، ويتم نشر كل فعالية جديدة على الموقع نفسه أولاً بأول. كما بدأت البث المباشر خلال موسم 1436هـ 2015م. •وقد أجرى توفيق نصرالله لقاء مع عبدالمقصود خوجة في مجلة اليمامة، وابتدأ اللقاء بقوله:» حينما يطرح اسم الأستاذ عبدالمقصود خوجة يأتي دائماً معه ذكر (الاثنينية) التي أصبحت إحدى الفضاءات المعروفة في سماء الثقافة والفكر وتكريم المبدعين. وفي هذه المساحة يطرح لنا الأستاذ خوجة جوانب من مشوار حياته من الطفولة حيث الذكريات الجميلة إلى مدارس الفلاح والعمل الحكومي الذي تقاعد منه مبكراً وكذلك الصحافة والأعمال الخيرية.. وبالطبع لا ينسى أديبنا عبدالمقصود خوجة أن يعرج على الاثنينية.». وقد عنون لقاءه بقوله:» ليس كل من يملك الملايين مشهوراً.. ما أراه ممتعاً قد يراه الآخر مملاً.. عملية دمج الصحف مسألة معقدة.. تهيأت لي طفولة متكاملة شأن معظم أقراني.. إذا كان الناس يعملون بموجب بصمة واحدة فسدت الحياة «. وعن سؤال أنكم لا تستضيفون المنتمين لتيار الحداثة. فهل تجاهلهم مقصود؟ وكان جوابه:» الحداثة كما نعلم جميعاً عبارة عن تيار أدبي أصبح له ما بعده، والساحة الأدبية تتسع للجميع، و(الاثنينية) للجميع ومع الجميع، ومنطلقها في تكريم أي عطاء ينبع من مساهمة في إثراء المكتبة بما يعود بالنفع على الأمة.. فإذا كان لديكم أي رمز من رموز الثقافة على مختلف مشاربها، وترون أنه يستحق التكريم من خلال (الاثنينية) فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم «. نشرت الصحف خبر وفاته رحمه الله (20/8/2022م).. انتقل إلى رحمة الله اليوم السبت رجل الأعمال عبدالمقصود خوجة وذلك في إحدى مستشفيات أمريكا.. وقد نعاه معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي معبراً عن حزنه العميق وداعياً الله أن يسكنه فسيح جناته. Abo-yarob.kashami@hotmail.com