إخماد نار الصراع.

في وقت لا تزال فيه منطقة الشرق الأوسط على صفيحٍ ساخن، تلوح في الآفاق سحائب إطفائية لمعظم النار المشتعل في معظم ملفات المنطقة. زيارة الرئيس الأمريكي ترامب تحمل معها النوايا الحاسمة بإغلاق الملفات التي تركتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن معقدة أكثر مما كانت عليه قبل فترته الرئاسية. إيران، اليمن، سوريا، غزة... والكثير من الملفات التي دارت هذا الأسبوع على طاولة الاجتماعات. هذه الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترته الرئاسية الحالية – باستثناء زيارته الطارئة للفاتيكان للعزاء في وفاة البابا – تختلف تماماً عن أي زيارة سابقة لمسؤول أمريكي. فموكب الطائرات الأمريكي لم يُقلّ فقط الوفد الرئاسي الأمريكي، بل كذلك نخبة من التقنيين والعلماء ورجال الأعمال والاقتصاد. تأخذ الغايات الاقتصادية والاستثمارية بين أمريكا والسعودية الحيز الأكبر من أهداف هذه الزيارة. من جهته وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله الدعوة لعدد من القادة والزعماء الخليجيين والعرب ليلتقوا بالرئيس الأمريكي، ولنقل وجهة النظر العربية بحضورهم للوفد الأمريكي. تنوي المملكة العربية السعودية من هذه الزيارة – فضلاً عن أهدافها الاقتصادية والاستثمارية – العمل على حل القضايا العربية العالقة، ودعوة أمريكا للقيام بدورها الهام والحاسم في حل الصراع في المنطقة، وهو بالفعل ما بدأت تظهر دلائله كمؤشرات جادة في النية لإغلاق معظم الملفات؛ فقبل أيام ضغطت أمريكا لإيجاد حل للحرب التي انطلقت شرارتها بين الهند وباكستان، وبوساطة سعودية، تم التوصل لاتفاق. كذلك الملف الروسي الاوكراني حصل فيه تقدم مبشر هذا الأسبوع، فضلاً عن جولات المفاوضات المستمرة مع إيران في مسقط. ترغب إدارة الرئيس الأمريكي ترامب العمل في بيئة خالية من المشاكل. هذا ما يدعونا للتفاؤل بمؤشرات تصفير المشاكل، ومن هنا وجب استثمار هذه اللحظة الفاصلة. الزيارة التي أخذت النصيب الأكبر من تسليط الضوء عالمياً؛ كونها لرئيس الولايات المتحدة الذي سيتجه إلى المملكة (البلد الأكثر أهمية عالمياً) سواء من محبيها أو منتقديها، وذلك لتأثيرها المتنامي الذي بات ملحوظاً أكثر يوماً بعد يوم، ولإطلالتها اللافتة التي باتت تنعم بها مؤخراً، ولذا.. فمن الطبيعي أن تحدث زيارة ترامب جدلاً واسعاً منذ الإعلان الأول عنها في يناير الماضي.