صرخة عمرها أكثر من خمسين عاما:

سليمان سندي: أيها الضمير الأدبي عند الشيوخ متى تستيقظ!

الكاتب الذي ابتلعته الكيمياء والولايات المتحدة! نثر سحره مبكرا في الساحة الأدبية في المملكة وقدم أعمالا مذهلة في القصة القصيرة. فقد كانت كتاباته حديثة ومعاصرة للغاية، وشكلت طلائع ظهور النص الحديث في الأدب السعودي. لكنه فجأة ترك الكتابة وهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية. ويعتقد القاص حسين علي حسين، أحد أبرز مجايليه والصديق المقرب منه، أن علاقة السندي بالكتابة قد انتهت بذهابه مبتعثا من مصنع التايد لدراسة الكيمياء في أمريكا. على الرغم من توقفه المبكر، وقصر مشواره الإبداعي، وعدم صدور كتاب يضم إبداعاته المتنوعة إلا أن اسم سليمان سندي بقي في طليعة جيل نهاية الستينات وبداية السبعينات الميلادية من كتاب القصة في المملكة. ولا يكاد يذكر ذلك الجيل إلا ويبرز اسم السندي شامخا وسط العديد من الأسماء الإبداعية المهمة. لماذا توقف سليمان سندي عن الكتابة، وما علاقة العدوان الاسرائيلي بذلك - وما أشبه الليلة بالبارحة! - وما هي هواجسه الكتابية قبل التوقف وكيف بدأ أصلا في الكتابة، وهل ما يزال حيًّا؟ هنا ملف خاص عن القاص/ اللغز سليمان سندي. يتضمن حوارا معه من ذاكرة اليمامة (نشر في العدد 143 الصادر بتاريخ 8 محرم 1391هـ- 5مارس 1971م). ومداخلة خاصة بـ «شرفات» مع صديق السندي القاص والروائي الكبير حسين علي حسين، وأخرى مع الكاتب والببليوغرافي الشهير خالد اليوسف حول الأعمال القصصية للكاتب المختفي. * متى قامت العلاقة بينك وبين الفن الذي تمارسه الان؟ ومتى بدأت الانتاج فيه؟ -حاولت جاهدا أن أعرف تاريخ قيام العلاقة بيني وبين كتابتي للقصة، فبدت لي بداية غير يقينيـة. بداية سديمية مثل كل البدايات. فلا أحد يعرف متى تبدأ البذرة الصغيرة في شق وجه الارض الجاف بمبضعها اللدن. من يعرف متى يبدأ النمل في الإنشاد وهو يحمل أول ذرة ترابية بين فكيه ليصنع بيتا؟ وكل ما أستطيع أن أقول، هو أنني كنت أحس بنقرات طبولية خافتة تشير بأنني أمتلك احساسا من نوع ما في الداخل. الإحساس الذي أعطاني عذوبة الحزن ونشوة الارتياد والتجربة.. فأردت أن أكتب أحزاني وأقول تجاربي. أذكر أنني كتبت شعرا وأنا مازلت طالبا في المتوسطة، بعضه ضاع وبعضه موجود. ولو كنت في مكة لتمكنت من إرفاق بعض نماذج منه. وهو في مجمله - وهذا ما اعتقده - شعر بسيط فيه أحلام المراهقة وسطوة الطفولة المتأخرة. وعندما كنت أعود إليه ـ أحيانا ـ أحس بالعجز للعودة إلى وادي الشعر. ومن الإحساس بضرورة البحث عن إناء أسهل ليحوي احاسيسي المتعاظمة معي، وجدت أن الشعر لا يقدر على تصويري كتجربة بنفس الإحساس الذي أحس بهذه التجربة في داخلي. أذكر عندما كنت في الثانوية العامة أنني كتبت رواية قصيرة بعثت بها الى “دنيا الطلبة” في جريدة البلاد، وكانت - دنيا الطلبة - أسبوعية، ولا تشغل سوى نصف صفحة وأحيانا ربعها. ولم أصدم ـ بعنف ـ عندما لم تنشر حتى يومنا هذا، وضاعت الرواية القصيرة هناك فقد كتبت منها نسخة واحدة أرسلتها إلى الجريدة وهذه هي عادتي إلى اليوم إلا إذا تبرع إنسان كريم بنقل ما كتبت ليضع له نسخة أخرى. وكثيرا ما دفعت ثمن هذا الكسل باهظا. وبعد تجربة الرواية القصيرة بأربع سنوات صامتة وجدت في نفسي ميلا للكتابة وهنا وجدت في الحوار والمواجهة المباشرة الميزة الحقيقية التي يجب أن يتميز بها الكاتب في أرضنا الطبية، وكتبت مسرحية من خمس حلقات قدمتها الى تلفزيون جدة وقد كان في بداية طريقه الحافل وهذه المسلسلة يشاء لها الحظ العاثر أن تتقاذف من مخرج إلى مخرج. من سعد الفريح أولا إلى فاروق حريري أخيرا، وأعهدها عنده إن لم تكن قد ضاعت. المسرحية تتقاذفها الأيدي من سنة 1385 إلى عامنا هذا (1391) ولكني كنت قد تنبأت بمصيرها مسبقا. ولأنني في بداية عهدي بالكتابة لم أحب - ككل المبتدئين- أن أضع إحساسي في أدراجي. وجدت أن القصة قصيرة كانت أو طويلة هي ما يجب أن أكتبه. على الأقل سأجد أجهزة عدة أظهر من خلالها. وهكذا كانت بداية من نهاية واستمرت البداية راجيا ألا تنتهي. (أحاسيس بالعطب والعقم!) *ماهو المناخ الذي يسيطر على ممارستك لفنك؟ من حيث: أ-العلاقة بينك وبين زملائك الفنانين والأجهزة والمؤسسات المتصلة بهذا الفن. ب- العلاقة بينك وبين المجال الذي تعمل فيه سواء كان مجالا فنيا أو غير ذلك. -ربما كلمة الفردية هي أفضل كلمة يمكن أن أصف بها المجهود الأدبي لدينا. الإحساس بالغيرة والتشامخ بلطخ علاقة الشباب ببعضهم، خصوصا بين كتاب نفس الفن الذي يمارسونه وأنا أعتقد أن هذا الإحساس يتعاظم أكثر في مجتمع كتاب القصة، وهذه العلاقة منطقية وحتمية الحصول، فالفردية، والانزواء تصنع أبدا مثل هذه العلاقات، وهذه الأحاسيس. ولو أنها في بعض الأحيان خلاقة، إلا أنها تصيب العطاء الذهني والمجرى الأدبي ببعض العطب والعقم، وأنا أعتقد أن هذه الأحاسيس بدائية والأمر بسيط جدا لاقتلاعها، فليس أسهل لبترها بصنع علاقات شخصية بين الأدباء أنفسهم، ولإيماني بهذا المبدأ حاولت التقرب من الأصدقاء كتاب القصة، وكان شفيعي في بعض الأحيان فكرة الكتاب الدوري للقصة القصيرة، ولن أنسى مدى التعاون والتجارب الذي لقيته منهم. والآن، وأنا أكتب هذه السطور، في هذه الأرض الثانية، وددت لو كنت معهم نضع أيدينا فوق أيدي بعض لنصنع شيئا نحبه نحن والآخرون. أما الأجهزة والمؤسسات المتصلة بفن القصة او الرواية، فلا يوجد منها شيء سوی فطريات بدائية لا اعتقد أن لها أثرا كبيرا يمكن أن يسيطر على ممارستي بكتابة القصة، إلا أن تكون نافذة عادية تفرضها الظروف لأن يشاهد من خلالها ما أكتبه. وماذا يمكنني أن أقول عن العلاقة بين المجال الذي أعمل فيه وبيني؟ لقد بدأت في كتابه القصة عندما كنت طالبا وها أنا ذا أعود لأصبح طالبا من جديد، وبين المرحلتين كانت هناك مرحلة طويلة، أحببتها كل الحب. لقد اشتغلت محللا كيماويا في مصنع كبير يضم العشرات من العمال والموظفين، عاشوا في وجداني كما يعيشون إلى الآن. كانوا مصدرا عميقا وصلدا - في بعض الأحيان أو أغلبها - لفكرة مائجة عابرة استنبطها منهم لتبدو عملا أحببته فيما بعد. أما الفقرة الثالثة من السؤال الثاني فأنا أعتقد أنها سؤال بحد ذاته وأريد أن استطرد - بالضرورة - في التحدث عنه. أنا لا أستطيع أن أشذ عن الوقف الذي يطغى على علاقة الشباب بالشيوخ. ولكن أستطيع أن أقول: إن القضية أساسا مغلوطة من جذورها، وأن آباءنا حتى وإن كنا لم نستطع أن ننال شرف التلمذة على أيديهم أو القراءة لهم بروح المتعة إن لم يكن الاعجاب.. أقول إن آباءنا معذورون في ذلك. وأستطيع أن أقول: إن منبع عدم رضانا - اخترت أكثر الكلمات ضراوة - عنهم يرجع إلى منبع واحد هو أنهم لم يخلقوا مسيرة كتاب نستطيع أن تسلكه نحن بلا مجهود. إن أكبر ذنوبهم هو أنهم في كل تاريخهم لم يحددوا ملامح كتاب لأدب الجزيرة أو حتى يفرضوا وجوده. إننا نؤمن بمقدرتهم الإبداعية- على التجاوز في بعض الأحيان - وقدرتهم على الأشياء - دائما - ولكن العجز عن خلق جهاز لإظهاره، ذلك العجز الذي لاحقنا وتفشى فينا، هو ما يؤلمنا حقا. ولكن مع كل هذا أعود، وأتساءل: هل كان ذنبهم في ذلك؟ الجواب.. لا بالتأكيد. والآن.. ما هو الموقف الذي يمكن أن تكون عليه علاقتنا بالشيوخ، لقد حرمنا نعمة العطاء منهم. ولكن كيف حرمنا نعمة المساندة والتشجيع؟ وكانت هذه نقطه الطحان بيننا وبينهم، وهنا يبدو عذرهم في ذلك مقبولا عند الكثيرين منا. إنهم يقولون: إننا فارغون -”إننا” هذه تعني الأدباء الجدد الذين لم يتجاوزوا الثلاثين تقريبا - وإننا لا نعرف ما نريد، وأن ثقافتنا لا تتعدى قراءة المترجمات لبعض الكتب الغربية، وإننا نخلو تماما من تراثنا القديم. فنحن بذلك كله، لا نستحق عناء الرعاية، والتشجيع للبون الشاسع بيننا وبينهم. إنني أؤمن بكل ذلك.. فهذا حق، ولكن أعتقد أن تكويننا يهمنا نحن فقط وما يهمهم وما يهم الآخرين هو ما نقدمه لهم. إن الحصار الذي يفرضه الشيوخ حول أنفسهم من أجلنا هو أسمك من أن تحاول اختراقه. قيل لي ذات يوم: إن شيخا شابا يريد أن يرى ما كتبته ليتحدث عنه.. لم أصدق ذلك، فقد كان أمرأ خارقا للعادة، وذهبت إلى الشيخ بما أستطيع أن أطلعه عليه، لم يكن يدفني شوقي لتقديم ما عندي بقدر ما كان يدفعني الإحساس بأن هذه الخطوة قد تكون بداية لصهر الجدار الجليدي الذي يفصل بيننا وبينهم. وبعد شهر تقريبا استلمت المجموعة منه لأكتشف أنه لم يقرأ سوى قصة واحدة منها بدليل العلامات والخطوط التي وجدتها بين السطور. لم أقدر أن أفهم لم أحجم عن الكتابة. إني مازلت الى الآن أحمل له من التقدير والاعجاب ما كنت أحمل له من سابق. واعتبرها خطوة نبيلة منه مجرد طلب قراءة ما كتبت. إننا نريد أن نعطي لكن الطريق أمامنا غير معروفة. وأكثر ما أخشاه هو أن تبدو بدايات عطائنا فيها شيء من نزوة الشباب، ننطفئ، بعد إشباعها السهل. إننا نخاف من الشيوخ على أنفسنا كما نخاف على الشيوخ من أنفسنا. ومهما يكن هذا الخوف فأنا أريد أن أهمس بصوت مرتفع مكتوب.. أيها الضمير الأدبي - عند الشيوخ - منى تستيقظ؟ ليس لصنع المعجزات، ولكن ليعرفونا بمجاهل الطريق كي لا نضل كما ضلوا هم.. ولا نصبح كتاب مناسبات و”اسكتشات” تنفع الإذاعة كما أصبحوا، ونظل عاجزين أن نخلق أدباء يسمع عنهم القارئ العربي في غير الوطن الذي نعيش فيه. (أدوار صاخبة وعنيفة) *ماهي المؤثرات الاجتماعية والفكرية والفنية التي تشارك في إبداعك الفني؟ وأين تقف بهذه المؤثرات من قضايا مجتمعك بشكل عام وقضية العدوان الاسرائيلي وقضايا العالم المعاصر؟ -إن قبلنا أو أبينا فإن الواقع يظهر لنا أمام تيارها دور صاخب وعنيف من المؤثرات الإقليمية والمحلية إلى المؤثرات التي جاءتنا من أماكن نائية مرورا بالمؤثرات المتشابكة المتداخلة الصادرة من وطننا العربي الكبير. والكاتب ككل إنسان البيئة بأسرها، محيطه، وتفاعلات محيطه، وتكوينات محيطه، وأسرار محيطه، وآماله، وآلامه، بكل نوع وبكل حدة. فالتأثير البيئي مرورا بالبيت إلى الحارة إلى البلدة إلى المنطقة ما تزال تعيش في وجداننا جميعا ونحن نتذكر مراحل تطورنا الجثماني من طفولة إلى ما وصلنا اليه الآن. والكاتب القصصي في اعتقادي هو أكثر الكتاب وقوعا تحت سيطرة مجموعة المؤثرات والدوافع لخلق ما يكتب أو يحاول أن يكتبه.. ويقف الأثر الاجتماعي متطاولا ليعلو جميع المؤثرات ويقودها؛ فالقصاص هو إنسان المجتمع المنجذب نحو قاعه من القمة ومن القاع نحو القمة، وهنا مكمن نبوغه وسر اقترابه من أفراد مجتمعه قاعا وقمة؛ فاستسلام القصاص للمؤثرات الاجتماعية لا حد له لإيجاد تماثل في الخطوط الخارجية للعمل الفني مع الواقع المادي الذي استمد منه هذا العمل. وعندما أتحدث عن التأثير الاجتماعي الذي وجه انتاجي القصصي، أجد أنني لم أخرج عن نطاق تصوير البيئة التي عشت فيها، فمن “أم محمود” إلى “العيون الخزفية” إلى “تنديل الظلمات”، قصص حاولت إبرازها من واقع أحس به أنا على الأقل. وأحسست بها ملتصقة تماما بقضايا اجتماعية، إن لم تكن عميقة فهي على الأقل موجودة في المجتمع بحدة معينة. أما التأثيرات العالمية.. فما هي؟ ترى ماذا أعطى العالم لجيلي غير القنبلة الذرية والهيدروجينية، وانحطاط القيم الإنسانية والعلاقات الاجتماعية إلا في الكتب وأذهان المصلحين، وكأنما الخلاص الإنساني يكمن في تدميره. وهنا غار الأمل في الأمن وعاش الإنسان منا قلقا متشعب الإرادات، مع عدم القدرة على تنفيذها ضائعا في حمى الخوف من الغد. جعل منه الخوف الخفي إنسانا مجنونا يتحدث مع نفسه.. ليعيش في عالم داخلي من صنع الخيال في حالة انشطارية تامة مع الحقائق، مهووسا. وهذه الأحاسيس لاحقتني إلى حد ما كما لاحقت مجموعة الكتاب الجدد أمثال أنور عبد المجيد، وهاشم عبده، وعبدالله السالمي، ومشعل السديري، وغيرهم كثير. فظهرت هذه الأحاسيس - ليس بنجاح كبير - في أغلب قصصي مثل: “البرص”، و”اللهب المخملي”. ----- السندي يكتب بطاقته الشخصية: ضال في المدينة المقدسة! بطاقة شخصية الاسم: سليمان سندي السن: من مواليد 1947 الإنتاج الفني المنشور: معروف عن طريق الجرائد لبعض القراء. الانتاج الفني غير المنشور: مجموعـة قصص قصيرة لم تنشر، رواية طويلـة «أول احزان الرجال» حاولت نشرها قبیل سفري، ولكنني عجزت لأمور خارجة عـن إرادتي - رواية أخرى «ضال في المدينـة المقدسة» كتبتها في السبعة الأشهر الأخيرة التي قضيتها مترحلا حتى جئت الى هنا. سليمان سندي- الولايات المتحدة الأمريكية ----------- حسين علي حسين: عرفت أن علاقته بالقصة انتهت بعد اللقاء الأخير! القاص والروائي الكبير حسين علي حسين هو أحد المقربين من الكاتب المنقطع وهو محسوب أيضا ضمن جيل سليمان سندي الأدبي الذي أسس للانطلاقة الفعلية للقصة القصيرة الحديثة في المملكة. “شرفات” أطلع الكاتب الكبير على هذا الحوار التاريخي وطلب منه التعليق عليه، فكانت الاجابة التالية: (إنها صدمة الحضارة!) *في الوقت الذي بدا فيه سليمان سندي كتابة القصة القصيرة كنت للتو قد تخرجت من المدرسة الابتدائية، وقد بدأت الكتابة عام 1969 م وكان اسم سليمان سندي واسم مجايليه، خصوصا عبدالله السالمي من الأسباب التي دفعتني لكتابة القصة القصيرة ونشرها في صفحة دنيا الأدب بجريدة المدينة، لكننا جميعا كنا من الجيل الذي انغرس سهم النكسة في ظهورنا، وكان له أثر واضح على ما كتبنا، وقبله ما قرأنا، خصوصا لكتاب مثل كولن ولسون، وسارتر، وساغان، وبوفوار، وكامو، وجويس. قابلت سليمان سندي مرتين، الأخيرة حين أتى من أمريكا الى الرياض للمراجعة بخصوص بعثته من مصنع التايد لدراسة الكيمياء، وبعدها لم نلتق، وقد أحسست في تلك المقابلة كما أحسست خلال لقاءاتي المحدودة مع المرحوم عبدالله السالمي أن علاقتهما بالقصة والكتابة انتهت بالبعثة، ومثلهما كثر كانت الكتابة بالنسبة لهم كانت لتفريغ شحنة، وبعد تفريغ الشحنة جاءت صدمة الحضارة، والحمد لله انني لم أتعرض لصدمة الحضارة، فقد اعتذرت في نفس السن عن بعثة الى روما لدراسة العمارة، وبعثة إلى أمريكا لدراسة الهندسة. (52 عاما من الغياب) *هل هو حي أم أنه توفي. هل لديك معلومات بهذا الخصوص؟ -من مقابلتي اليتيمة له في أحد فنادق شارع البطحاء في عام نشر مقابلة مجلة اليمامة علمت أن له قريباً دكتور اسمه أيضا سليمان كان في الملحقية التعلمية في أمريكا ويتبع التعليم العالي (شؤون الطلبة) هذا القريب كان موجودا في الرياض قادما من امريكا وقت وجود سليمان في الرياض. وسليمان، وهذا انطباع شخصي، كان بوهيميا حريصا على البقاء هناك، وكانت بعثته أو دورته في البداية من قبل مصنع تايد أبو داوود. أرجو أن يكون كلامي دقيقا، فتلك المقابلة مضى عليها 52 عاما، وأنا من مواليد 1950وسليمان1947 ------- خالد اليوسف: لم يصدر كتابا.. وقصصه قليلة! هل أصدر سليمان سندي قصصه القصيرة في كتاب؟ وكم عددها أصلا؟ وماذا عن المسرحيات والروايات التي يقول إنه ألفها، هل ضاعت بالفعل ولم يعد لها أثر؟ القاص والراصد والباحث الببليوغرافي الشهير خالد اليوسف يقدم لـ “شرفات “الاجابة: -سليمان سندي هو من جيل ما قبل الثمانينيات. الجيل المؤسس للقصة القصيرة المبدعة. جيل السبعينات يعتبر فعليا جيل الانطلاقة الحقيقية للقصة القصيرة السعودية. وهو ليس له مجموعة قصصية. لم يصدر كتابا. وقصصه ليست بالكثيرة. وأتذكر حين بدأت النشر، أواخر العام الميلادي79 وبداية عام 80، أنني علمت أنه خارج المملكة. أعتقد كان في وزارة المعارف، ثم وزارة التعليم العالي، وانتقل إلى إحدى الملحقيات الثقافية في الخارج. انقطع عن كتابة القصة القصيرة واختفى. وهو ضمن جيل يضم العديد من الأسماء الجميلة مثل: فهد الخليوي، محمد الشقحاء، حسين علي حسين، والراحلين: محمد علوان، وعبدالعزيز مشري. سليمان سندي من الأسماء الجميلة التي كتبت القصة القصيرة لكنها تظل قصصا قليلة جدا. وأتذكر أن ملف القصة القصيرة بنادي الطائف الأدبي حفظ له عددا من النصوص في أحد أعداد الملف. -------