في لقاء نادي الإعلام بجامعة الملك سعود..

داود الشريان يناقش أزمة الخبر في الإعلام السعودي.

نظم نادي الإعلام بجامعة الملك سعود، مساء السبت 10 مايو 2025، جلسة حوارية ضمن برنامج “سبت النادي”، بعنوان “أزمة الخبر في الإعلام السعودي: الأسباب والحلول”، استضاف خلالها الإعلامي الأستاذ داود الشريان، في أمسية فكرية شهدت حضوراً لافتاً من الطلاب والمهتمين بمجال الصحافة والإعلام. جاءت الجلسة بالشراكة مع منصة ذا ستيج، ضمن مساعي النادي لتسليط الضوء على التحولات العميقة التي يعيشها المشهد الإعلامي السعودي، لا سيما في ظل التغيرات الرقمية، وصعود أدوات الذكاء الاصطناعي، وتغير سلوكيات المتلقي. جوهر الأزمة: غياب الخبر كفن صحفي في مداخلته الرئيسة، ركّز داود الشريان على أن جوهر الأزمة الحالية في الإعلام المحلي يعود إلى فهم غير دقيق لمفهوم الخبر، مؤكدًا أن الصحافة الحقيقية تقوم على نقل الأخبار بحرفية ومهنية، وأنه في حال فشل الإعلام في أداء هذه المهمة، يفقد المحتوى الصحفي معناه ويصبح مجرد حشو لا يقدم معلومة ولا يؤثر في المتلقي. كما تطرّق إلى مشكلات الصياغة الصحفية، معتبرًا أن استخدام اللغة التمجيدية البيروقراطية في كتابة الأخبار يُضعف من وضوح الرسالة الإعلامية ويشوّش على القارئ، داعيًا إلى التركيز على الموضوعية والتجريد والدقة في نقل الوقائع. أسباب الضعف الإخباري: من المقدمات إلى المحتوى سلّط الشريان الضوء على أن كثيراً من الأخبار تبدأ بمقدمات طويلة تفتقر إلى العنصر المباشر والجاذب، ما يشتّت المتلقي ويضعف من تأثير الرسالة الإعلامية، كما دعا إلى تصنيف المحتوى بشكل واضح والابتعاد عن الخلط بين الرأي والخبر، خصوصاً عند طرح الأسئلة المفتوحة أو المعمّمة، دون التأكد من صحة المعلومات. وأشار إلى أهمية إنشاء غرف تحرير مهنية داخل كل وسيلة إعلامية، تضم طواقم متكاملة للتحرير والمراجعة، بهدف التحقق من كل معلومة قبل النشر، مؤكدًا أن هذا الإجراء يمثل خط الدفاع الأول ضد التضليل والسطحية الإعلامية. وفي الشق المتعلق بالحلول، شدد الشريان على ضرورة توجيه الجهود نحو تعزيز الصحافة الميدانية، وخلق منظومة صحفية تعتمد على التقصي والنزول إلى الميدان، بدلًا من الاعتماد الكلي على المصادر الرقمية. كما نادى بأهمية تطوير مهارات الصحفيين في التعامل مع الأدوات الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات جوجل والتقنيات الاتصالية التفاعلية. شهدت الجلسة تفاعلاً من طلاب قسم الإعلام والصحفيين الحاضرين، وطرحت العديد من الأسئلة المهمة حول مستقبل الصحافة الورقية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة التحرير، كما تم تبادل وجهات النظر حول كيفية بناء غرفة أخبار مرنة وقادرة على الاستجابة للتغيرات المتسارعة في بيئة الإعلام، وسبل إعادة تشكيل الوعي الصحفي لدى الجيل الجديد، وتطوير البيئة الإعلامية بما يتناسب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الإعلام.