
في حوار بصري يستحضر روح الاستكشاف والتلاقح الثقافي، تحتضن صالة الفن النقي بالعاصمة الرياض المعرض الدولي الجماعي بعنوان “أفق جديد يتكشف: فينيسيا، الرياض، وإرث ماركو بولو”، والذي يسلّط الضوء على التقاء الثقافات من خلال لغة الفن المعاصر. ويستمر المعرض حتى السادس من يونيو، برعاية السفارة الإيطالية في المملكة وجمعية دانتي أليغييري في روما. يُقام المعرض في صالة الفن النقي للفنون، التي أسستها صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد، ويُعد باكورة سلسلة من المعارض المتنقلة التي ستجوب المملكة ودول الخليج خلال عام 2025. ويشرف على تنسيقه الفني صالة أريا 35 للفنون بميلانو، بقيادة جياتشومو ماركو فاليريو كسفير فني للمبادرة. افتُتح المعرض رسميًا في السادس من مايو، بعد تقديم خاص أقيم بمقر إقامة السفير الإيطالي في الرياض، بحضور السفير كارلو بالدوتشي وعقيلته السيدة كريستينا توركيتي، ونخبة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والفنية من المملكة وإيطاليا. تجربة فنية متعددة الوسائط يضم المعرض أعمالاً لفنانين من مشارب إبداعية مختلفة، من أبرزهم الفنان الإيطالي مانويل بونفانتي، والمصور الضوئي فيديريكو غاريبالدي، والفنانة متعددة التخصصات فلورنسيا إس إم بروك. يتصدر المعرض العمل الضخم “في قلب اللا مكان” للفنان بونفانتي، وهو لوحة جدارية بمساحة 33 مترًا مربعًا، مطعّمة بدرجات حمراء بركانية تلامس البدائية، وتدعونا إلى تأمل فلسفي في مفهومي الغياب والحضور، الزمان والمكان. إلى جانب ذلك، تعرض أعمال تجريدية دائرية من نفس السلسلة، وسلسلة مصغرة مكوّنة من عشرين لوحة تستكشف الضوء والبُعد الروحي بتدرجات الأسود والأصفر. أما الفنان غاريبالدي، فيقدّم أربع صور فوتوغرافية كبيرة تعرض للمرة الأولى، بالإضافة إلى عملين بصريين ضمن مجموعته blueShores، حيث يعيد من خلالها صياغة المناظر البحرية، مفككًا عناصرها لتغدو مساحات ساكنة، صامتة، وعابرة للواقع. ومن جانبها، تدمج الفنانة فلورنسيا بروك الجماليات الشرقية القديمة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال مجموعة تضم 30 عملًا مطبوعًا على صفائح ألمنيوم، مرفقة بأبيات شعر محفورة يدويًا، إلى جانب رسوم متحركة رقمية مسجّلة بتقنية NFT. رسالة دبلوماسية عبر الفن أكد السفير الإيطالي لدى المملكة كارلو بالدوتشي في كلمته الافتتاحية أن المعرض يمثّل “رحلة مثيرة عبر وسائط فنية متعددة، ويجسّد لقاء الثقافات بين الشرق والغرب، مستحضرًا طرق الحرير والبخور التي ربطت الجزيرة العربية بالعالم قديمًا، في تجسيد معاصر لتلاقٍ حضاري طالما ميّز هذه الأرض الغنية بالمعرفة والانفتاح.”