بين أيدينا كتاب صدر عن (شركة تكوين للنشر والتوزيع) بطبعته الأولى سنة 1440 هـ لمؤلفته الأستاذة / شوقية محمد الأنصاري, وهي احدى المختصات في علم اللغة العربية دراسة وتحقيقا, وتعد واحدة من الأسماء النسائية التي برزت في مجال تحقيق التراث اللغوي والشفهي في شبه الجزيرة العربية, وفي اقليم الحجاز تحديدا, المتمثل في محاولاتها الجادة وتسخير امكانياتها المعرفية للبحث في أصول الكثير من الألفاظ الشعبية والتعابير (اللهجية) الدارجة على ألسنة العامة وعلاقتها باللغة العربية الفصحى, وما مرت به بعض هذه المفردات والتعابير من تغيرات في النطق أو الكتابة عبر الزمن. انه كتاب أشبه ما يكون بـ (معجم لغوي محلي ) يتضمن مجموعة كبيرة لأشهر المفردات العامية الشائعة بلهجات سكان منطقة الحجاز, وخاصة لهجات تلك القبائل العربية التي كانت ولا تزال تستوطن منطقة (اضم) المعروفة منذ القدم , وهي احدى المحافظات التابعة حاليا - من الناحية الادارية - لإمارة منطقة (مكة المكرمة). وفي (مقدمة ) الكتاب ما يجعلنا نقف على أبرز الأهداف العلمية التي تسعى المؤلفة لتحقيقها من خلال تأليفها ونشرها لكتابها هذا, بقولها: « ان اللغة العربية هي أفضل لغات الكون خالدة بخلود كتاب الله العظيم «القرآن الكريم» والاهتمام بها واتقانها جاء ليتماشى مع تطور العصر الحديث مع التزايد في الاقبال على تعلمها , وهي على اتصال باللهجة المحلية , فنجد انتقال الكثير من صفات اللهجة المحلية الى اللغة العربية, من هنا انطلق العمل على تجديد النطق باللهجة المحلية لتصبح لغة مكتوبة ومتداولة بين أجيالها الذين أصبحوا ينحرفون عن منهجيتها وتلونت أقوالهم بألحان غير معروفة حتى لآبائهم وأجدادهم المحافظين على فصاحتهم. لذا أدركت أن احياء هذه اللهجات الفصيحة سيسهم في تعزيز اللغة العربية , فجمعت ألفاظ هذا المعجم اللغوي من أفواه أبناء المجتمع المحلي , ليتحقق معها أن هذه المادة اللغوية التي جمعت من اللهجات المحلية هي ذات دلالات عربية فصيحة, بالرجوع الى المعاجم اللغوية العربية كلسان العرب لابن منظور والمعجم الوسيط للدكتور صلاح الدين الهواري , والتأكد من فصاحتها اللغوية». وقد اعتمدت المؤلفة /الباحثة في ايرادها لكثير من هذه الألفاظ والتعابير على اسلوب علمي منهجي واضح, تمثل في وضع جميع هذه الألفاظ والتعابير الشعبية في جدول مقسم الى قسمين رئيسين: الأول منهما يختص بإيراد اللفظ العامي (الشعبي) باللهجة المحلية, ومعناه أو المقصود به وطريقة كتابته ونطقه, بينما الثاني منهما يختص بتفسير ما يقابل هذا اللفظ أو ذاك باللغة العربية الفصيحة نطقا وكتابة أو رسما. وقد قامت المؤلفة بترتيب جميع هذه الألفاظ والتعابير ترتيبا هجائيا (من الألف الى الياء) بحيث يسهل على القارئ أو الباحث العثور على أي لفظ أو مفردة يريد معرفتها في أي موضع من صفحات الكتاب بكل سهولة ويسر. وبالمناسبة فقد حرصت الكاتبة أيضا على أن يتصدر صفحات الكتاب مدخل للتعريف بـ (محافظة اضم) من نواحي عدة : جغرافية وتاريخية وسكانية, وهذا فيه دعم للدراسة وتزويدها بالكثير من المعلومات التي تهم القارئ والباحث على حد سواء , واعطاؤه صورة واضحة عن البيئة محل الدراسة والظروف المحيطة بها, حيث اشتمل هذا (المدخل) على تعريف واف بمحافظة (اضم) وموقعها الجغرافي وسبب (التسمية ) و(المساحة والسكان) و(المناخ والطبيعة الجغرافية) بالإضافة الى (نبذة) عن أبرز المعالم الطبيعية وأهم المواضع الأثرية في المنطقة على مر التاريخ.