
ونحن نعيش أصداءَ صدور التَّقرير السَّنوي لرؤية المملكة 2030م للعام 2024م، وما تَحقَّق من إنجازاتٍ كبيرة خلال عَقْدٍ من الزَّمن حتى أصبحت المملكةُ أيقونةً عالميةً يتحدَّث عنها الجميع، وتَحوَّلت من الدَّوْلة النَّفْطية والصُّورة النَّمطية المعروفة في الضَّمير العالمي الـمُتمثِّلة في البَدْو والبادية والأموال الـمُتدفِّقة مِن بيع النَّفْط ونحوه، لا أزال أذكُر أيَّامَ الابتعاث حين كنَّا نُسأل من بعض الشُّعوب عن الجنسية التي ننتمي اليها فنجدهم لا يعرفونها، فأحاول أنْ أُقرِّبَها لهم فأقولَ: بجوار «مدينة دُبي»، فيَبتسم مُباشَرةً فأفهم من ذلك أنَّه عرفها لكنَّه لا يَملِك معلوماتٍ كافيةً عنها، ومِن الذِّكريات أيضًا أنَّه كانت الطَّائرةُ السُُّعودية خلال إجازتنا السَّنوية لزيارة السُّعودية في تلك المرحلة تَحمل فقط على متنها إمَّا مُبتعَثين وإمَّا حُجَّاجًا وإمَّا زُوَّارًا، وقليلًا مِن السُّيَّاح. أمَّا اليومَ ونحن في عام 2025م ومع الاستمرار في تحقيق مُنجَزات رؤية السُُّعودية 2030م الـمُتضمِّنة الانفتاحَ الإعلامي العالمي ، والأحداثَ العالمية الخاصَّة بالتَّرفيه فقد صارت المملكةُ حديثَ العالَم، وفي مَوقِعها الصَّحيح حيث القُوَّةُ الاقتصادية النَّاعمة التَّرفيهية والقُوَّةُ الدِّينية، بلْ وصل الأمرُ إلى أنْ يُشاهَدَ الدَّورُ السُُّعودي وكلُّ هذه الأحداث في وسائل الإعلام العالمية؛ لذلك مِن الـمُؤكَّد الآن أنَّنا حين نُسأل عن الجنسية سوف تُعرف من خلال هذا الحَراك العالمي، بلْ ولدى الجميع معلوماتٌ عنها؛ فلقد أسهم الانفتاحُ العالمي وتسهيلُ الحصول على التَّأشيرات السِّياحية وتأشيرات الزِّيارة في ترغيب الكثير مِن شُعوب العالم في زيارة السُُّعودية للاطِّلاع عن كَثَبٍ على التَّطوُّر والحضارة والأصالة، بلْ إنِّي أنا الـمُواطنَ مبهورٌ من هذه النَّقْلة النَّوعية التي وَضعت المملكةَ في مكانها الطَّبيعي بين دُوَل العالم حتَّى صارت السُّعودية أوَّلَ وجهةٍ خارجية للرَّئيس الأمريكي بعْد انتخابه، ومِن المعلوم أنَّ الغربَ يعلم يقينًا ماذا تكون السُُّعوديةُ؛ فهُم يعلمون بلا رَيبٍ القُوَّةَ والمكانة الدِّينية، والـمَوقِعَ الاستراتيجي، والقُوَّةَ الاقتصادية الهائلة، وقُوَّةَ الشَّباب إذْ إنَّ نصفَ سُكَّانها من الشَّباب. إنَّها قصَّةُ نجاح سوف تتحدَّث عنها الأُممُ وتُسطِّرها في كُتب التَّاريخ، ولقد لَمستُ ذلك وأنا عائدٌ إلى البلاد على متن الخطوط السُُّعودية خلال الأسابيع الماضية حيث شرعتُ في كتابة مقالي هذا على ارتفاع 40 ألْفَ قدَم، وفي تسجيل مُشاهَدتي للتَّغيُّرات في تركيبة المسافرين؛ فالطَّائرة «فُلْ» - كما يقال- من جنسياتٍ مختلفة؛ فثمَّة ركَّابٌ مُواصلون، وآخَرون زائرون، وسُيَّاحٌ مسلمون وآخرون غيرُ مسلمين. تبدو الطَّائرةُ كأنَّها متَّجهةٌ إلى دَوْلة أوروبية، وهذا المنظرُ يؤكِّد أنَّ معاييرَ رؤية المملكة 2030 وواقعيَّتَها قد تَحقَّقت؛ فهؤلاء القادمون للمملكة يعلمون أنَّه مُرحَّبٌ بهم في بلد العِزِّ والشَّمس والأمن والأمان والصَّفا، بلدِ التَّاريخ والحضارة والكرَم والشَّجاعة والاستقرار السِّياسي والقيادة الحكيمة. ومرَّةً أخرى: لا شكَّ أنَّ التَّاريخَ سوف يسجِّل اسمَ والدِنا وقائدِنا خادمِ الحرمَين الشَّريفَين، الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز، ووليِّ عهده صاحبِ السُّموِّ الملكي الأمير محمدِ بن سلمان بن عبد العزيز - يحفظهم الله- بأَحرُفٍ مِن ذهب؛ فقد تَـمكَّنا من نقل المملكة إلى مرحلةٍ وعصر جديد في التَّاريخ الحديث خلال مُدَّةٍ زمنية قصيرة.. إنَّه النَّجاحُ في أفضل صُوَره وأحسنها فهنيئًا لهما ولنا هذا النَّجاحُ. وأخيرًا أقول: نحن لا نحتاج إلى البحث عن أدلَّة تُثبت نجاحَ رؤية 2030م؛ فقد نجحتْ والواقعُ يُصدِّق هذا النَّجاحَ، ونحن الآن نَقطِف ثمارَها ونَنعَم بنتائجها في طريقنا لرسم نجاحٍ ورؤية وتحدِّيات جديدة من خلال رؤية 2040م المستقبَلية.