ألق السينما السعودية.

انطلقت الدورة الحادية عشر للأفلام السعودية تحت عنوان شاعري لهذا العام، «أسبوع من تقاطع الأحلام والحكايات»، لتحمل هذه النسخة مضموناً مميزاً يتقاطع مع ما وصلت إليه السينما السعودية من حضور عالمي وإقليمي. السينما التي تشكل السلاح الثقيل في منظومة أي (قوة ناعمة) باتت في المملكة تخطو بقفزات مدهشة. كأن الاحتباس الذي منعها زمناً طويلاً من الظهور قد صنع لها طاقة هائلة انطلقت منها وباتت اليوم نقطة جذب عالمية. لقد باتت منظومة السينما السعودية علامة فارقة في مجال السينما في المنطقة، سواء من خلال احتضانها لهكذا فعاليات عالمية يحضر فيها أقطاب المجال السينمائي من كل دول العالم، أو من خلال حضور الفيلم السعودي نفسه، والذي حصل فيه تطور ملحوظ خلال بضع سنين، ومما يدل على ذلك حضوره الفاعل في المنصات العالمية، وكذلك في دور العرض السينمائية، ومؤخراً حصلت مجموعة من الأفلام السعودية الجديدة على نجاح وإشادات واسعة من النقاد السينمائيين، ولا يزال المستقبل يعد بالكثير. كل هذا لم يكن لولا الدعم الكريم من القيادة لتمكين أبناء الوطن المبدعين في هذا المجال، وكذلك لإبراز الهوية والثقافة السعودية عالمياً من خلال صناعة السينما. لا يمكن الحديث عن السينما السعودية دون الإشارة إلى «سوليود» الحاضنة المستقبلية للسينما السعودية. ومؤخراً باتت العلا مسرحاً لعدد من الأعمال العالمية وبمشاركة ممثلين عالميين، نظراً لما تملكه بيئة العلا من إطلالة ساحرة على التاريخ، وما تملكه من طاقة هائلة يتناغم فيها عنصرا الزمان والمكان في ذات اللحظة، للتقاطع – بحق – الأحلام والحكايات في موضع يستلهم من التاريخ والعمق الثقافي كينونته ومكانته. المهرجان الذي حضره عدد كبير من الفنانين والنقاد والمنتجين والمهتمين بصناعة السينما محلياً وعربياً وعالمياً أقيم الأسبوع الماضي في مركز إثراء على الساحل الشرقي الساحر الذي أضاف إلى المهرجان بُعداً شاعرياً يتناغم مع العنوان الذي اختير هذا العالم، حيث (تقاطع الأحلام والحكايات)، وذلك برعاية وتنظيم من: جمعية السينما، وهيئة الأفلام، ومركز إثراء الثقافي. وعرض عدداً من الأفلام، كما أقام عدة ورش عمل، وندوات حول عدد من الموضوعات.