الكلامُ المُسجى على صفحة الليل.

رمادٌ من الغيب يُنثرُ في همهماتِ المجرةِ حينَ تأجلَ تيهُ الوصولِ إلى جمرةِ الفجرِ فاندلعتْ قدحةُ العادياتِ الصقيلةِ كمْ تتطايرُ منها النجومُ وينسلُّ عنها السؤالُ وهاربةٌ من فمِ الصبحِ مدّتْ إلى العابرينَ يداً من ضياءِ الفوانيسِ بيضاءَ لا تشبهَ الغيمَ لكنْ لها ومضةٌ تسلبُ اللبَّ أجَّجَها نزقٌ مضمرٌ واكتهالُ وما بين فخِّ السطورِ / الأفاعي وفي غفلةٍ من حبالِ التفاعيلِ تبدو وجوهٌ تأرجحُ بين الحضورِ وبين الغيابِ يماطلهُا السردُ وهْوَ يلفُّ على جيدها إصبعاً من مسدْ يجرجرها في فصولِ الروايةِ يعصرها عند بابِ العناوينِ يسحلها فوقَ متنِ الشخوصِ يُسمّرها في الهوامشِ ثُمَّ يُعلقُها في السندْ يقينٌ يقدّمها صفحتينِ وشكٌّ يؤجلها صفحتينِ وما بين هذا وذاكَ مدادٌ تقاطرَ كالعمرِ لمْ يحتمله احتمالُ تصاعدُ في سُلَّمِ الأبجديّةِ وهْيَ تراوغُ لغزَ التآويلِ لمْ تقتنعْ بالحديثِ الطويلِ عن الحبكِ والسبكِ حتّى تناهتْ إلى سدرةٍ تحتَها من فتاتِ المعاني حُفاةٌ وآلُ يصيحُونَ: يا ربَّ هذا الكلامِ المُسجّى على صفحةِ الليلِ أوجِدْ مكاناً يليقُ بنارِ الترقّبِ إنِّا سئمنا البطولةَ خلفَ الكواليسِ إنِّا سئمنا ضجيج الصدى حين زمجرَ فقّاعةً في الفراغِ ولمْ يدرِ عنها المجالُ أيا ربَّ هذا الكلام المُسجّى على صفحةِ الليلِ والليلُ آخرُ ما يمتطيه الجسدْ لقد نامَ عنّا النواطيرُ واستسلمَتْ للنعاسِ الجفونُ وعُقدةُ هذي الروايةِ لمّا تزلْ في فضاءِ المكانِ وعمرِ الزمانِ تدورُ تدورُ تدورُ وسِربٌ من النافثاتِ برَدْنَ المِدى وهصَرنَ فُضولَ الحكايةِ ثمَّ جلسَنَ على ضفّةِ العمرِ ينفثنَّ تلكَ العُقَدْ وأنتَ كما أنتَ تنقلُنَا من مسوِّدةٍ نحوَ أخرى ومن فكرةٍ نحو أخرى فنغدو قرابينَ للوهمِ يمضغنا في المتاهةِ فكُّ الأبدْ فرفقاً بكلِّ الذينَ قضوا في الطريقِ ورفقاً بكلِّ الذين مضوا للحريقِ ورفقاً بكلِّ الذين مع الحبرِ سالوا الروايةُ لم تكتملْ بعدُ فالسردُ زالَ عن النصِّ والنصُّ زالَ عن القصِّ والقصُّ ربُّ الكلام المسجى على صفحةِ الليلِ والليلُ ضوءٌ يزولُ قليلاً .. قليلاً وهاجسُ عَتمَتهِ ما يزالُ