الشاعر والإعلامي سعد بن عبد الرحمن البواردي ..

أسس مجلة «الإشعاع» وأصدر عشرة دواوين شعرية.

عرفت الأستاذ سعد بن عبد الرحمن بن محمد البواردي عندما كان يكتب زاوية (مع الناس) من عام 1380هـ/ 1960م في جريدة اليمامة للشيخ حمد الجاسر – فترة صحافة الأفراد – إذ كانت مقالاته في الشأن العام تشد انتباه القراء ويتابعون ما يكتبه من نقد اجتماعي مطالباً بالإصلاح. وفي الأسبوع الثقافي السعودي المقام بالمغرب صيف عام 1977 وفي الحفل الفني المقام بمدينة مراكش، تدافع الجمهور وساد الهرج والمرج والتصفيق والصفير، فرفع الشاعر محمد العلي إصبعه للمذيع عبد العزيز شكري مستأذناً بالمداخلة فأذن له فقال بلا مقدمات: فلنتينا. . يازهرةَ الفولغا يا بعثةَ الأرضِ إلى الفضاء وأنتِ تعبرين الكونَ في مركبةِ الهواء هل أبصرتْ عيناكِ شيئا اسمه (الصحراء )؟ كثبانَ رملٍ أحمرَ يدعونه (الدهناء) غاباتِ نخل ٍ اسمُها القطيفُ (والأحساء) وبلدةً ناعسة الجفنينِ اسمُها (شقراء) تلك بلادي يا فلنتينا. فصفق الجمهور وهدأ.. فقال: هذا مقطع من قصيدة للشاعر السعودي سعد البواردي. ازدادت رغبتي بلقائه.. وعندما كان مقيماً بالقاهرة قابلته وسجلت معه لمكتبة الملك فهد الوطنية ضمن (برنامج التاريخ الشفهي للمملكة) في 14/ 10/ 1418هـ 1998م. عاد للمملكة واستقر بالرياض مع مواصلته للكتابة في صحف ومجلات عدة، وبعد وفاة الشيخ حمد الجاسر 1421هـ، أنشأ محبوه مؤسسة اجتماعية ومركزاً ثقافياً يحمل اسمه؛ فكان الأستاذ سعد من أعضاء اللجنة العلمية، فأصبح اللقاء به أسبوعياً في خميسية ثم سبتية الجاسر، ولقاءات جانبية في المؤسسات الثقافية وجلسات إخوانية. وعندما أصدر أخيراً (1436هـ - 2015م) كتاب شريط الذكريات الذي احتوى على لمحات يسيرة من المحطات المهمة في حياته العلمية والعملية، وجدت أنها لا تفي بالتعريف به، إذ كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر منذ تأسيسه لمجلة (الإشعاع) بالخبر عام 1375هـ 1955م وحتى الآن، وعلى مدى 65 عاماً كان ذا عطاء لا يتوقف، أحببت أن أكتب عنه وأشير إلى بعض ما تحدث فيه أثناء التسجيل معه، وما ذكر عنه في بعض المراجع لعله يكتب بالتفصيل عما مر عليه بإيجاز، فهو أحد شهود العصر. ومع ذلك سأنقل حرفياً ما بعثه لي مكتوباً بالتوثيق لما سبق تسجيله معه بالقاهرة في 15/ 11/ 1419هـ». يقول البواردي فيما يشبه السيرة الذاتية: «لا جديد في حياتي يستحق الذكر.. والدي هو المرحوم عبدالرحمن بن محمد البواردي أمير منطقة الوشم.. والدتي هي المرحومة منيرة بنت المرحوم عبد الرحمن بن ناصر العنقري أمير ثرمداء.. عشت طفولتي أجمع بين الشقاوة والغباوة.. عرفت الاغتراب من شقراء لأول وهلة يوم أن فكر أبي في تطليق والدتي. ذهبت إلى عنيزة وعمري آنذاك قرابة الثانية عشرة.. التحقت بمدرسة عنيزة لمدة عامين.. كان زملائي يطلقون عليَّ اسم الشقراوي.. وبعد أن عادت المياه إلى مجاريها بين أبي وأمي عدت والعود أحمد.. فتحت أول مدرسة في شقراء.. كنت مع مجموعة أول طلابها.. على ما أذكر كنا حصيلة الفصل الرابع الابتدائي.. بعد عام افتتحت دار التوحيد في الطائف.. سُقنا إليها بالإكراه فقد كانت مداركنا قاصرة متمردة لدون سبب.. نلت الشهادة الابتدائية منها وكان ترتيبي بين الناجحين متأخراً.. أكملت الفصلين الأول والثاني المتوسط.. خلالها مات أبي.. وكان علي أن أحزم أمري بحثاً عن عمل أضمن به قوت أسرة كبيرة أعولها تتكون من ثمانية أفراد.. وجدت عملاً متواضعاً لدى المرحوم محمد السيف بالأحساء.. وَكّلَ إلي شؤون الميزان لبضاعة هي طعام الحمير.. فشلت في ضبط الميزان وطردني شر طردة..بعدها انتقلت إلى الخبر لأجد عملاً لدى المرحوم الشيخ عبد الرحمن القصيبي.. استمر عدة سنوات.. بعدها تلقيت خطاباً وكنت في زيارة لأسرتي في شقراء يتضمن الاستغناء عن خدماتي.. ومن القصيبي إلى الشيخ عبد اللطيف العيسى كانت النقلة الثالثة.. عملت لديه مديراً لمكتب قطع غيار السيارات.. وأثناء عملي لديه أصدرت مجلة الإشعاع الشهرية في بداية عام 1375هـ استمرت ثلاثة وعشرين شهراً بعدها أوقفت عن الصدور. ودخلت ضيافة الدولة لأكثر من شهرين.. وخيرت أن أبقى في الضيافة أو أذهب إلى مسقط رأسي لمدة عام دون أن أبرحه.. واخترت الثاني وفي مطلع عام 78 التحقت بوزارة المعارف متدرجاً في الوظائف التالية: 1) سكرتارية التعليم الثانوي. 2) مساعد مدير البعثات. 3) مدير إدارة العلاقات العامة مضافاً إليها إدارة المجلة التي أصدرت مجلة المعرفة بصفة دورية كما شغلت أيضاً إضافة إلى هذين العملين سكرتارية المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للعلوم والآداب وكلاهما كان برئاسة خادم الحرمين الشريفين - وزير المعارف آنذاك - لثلاث سنوات متتالة شاركت مع بعض الزملاء في الوزارة على الإشراف في طباعة الكتب المدرسية في بيروت.. في عام 1384هـ على ما أحسب انتقل عملي ملحقاً ثقافياً إعلامياً في بيروت بزمالة الأستاذ عبد المحسن المنقور.. أصدرت إلى جانب عملي الإعلامي النشرة الشهرية (علمية) ومهمتها نقل الصورة الكاملة عن حركة الحياة اجتماعياً واقتصادياً وعلمياً وتزويد الطلبة السعوديين والمكاتب والسفارات السعودية بها.. وفي عام 1396 وبعد الحرب داخل لبنان انتقل عملي نفسه إلى القاهرة واستمر اثني عشر عاماً كنت حينها بلغت الستين من عمري.. ولسان حالي يقول: أعطني حريتي أطلق يديَّ إنني أعطيت ما استبقيت شيا أما أبنائي فهم على التوالي : 1) الدكتور عبد الرحمن بن سعد البواردي طب أطفال الرياض. 2) د.نازك بنت سعد البواردي ماجستير طب أطفال جامعة القاهرة . 3) أ.فدوى بنت سعد البواردي بكالوريوس هندسة كمبيوتر الجامعة الأمريكية القاهرة. 4) أ.وليد بن سعد البواردي الصف الثالث هندسة كمبيوتر الجامعة الأمريكية القاهرة. هذه خلاصة لما يستحق أن يذكر إن كان فيها ما يستحق أن يذكر..، أما الأساتذة الذين تتلمذت على يديهم فهم: 1) الاستاذ عبد المجيد حسن الجبرتي مدير مدرسة شقراء . 2) الاستاذ عبدالله الخربوش مدرس بمدرسة شقراء. 3) الاستاذ سويلم نافع مدرس بمدرسة شقراء. 4) الاستاذ محمد ثاني مدرس بمدرسة شقراء. 5) الاستاذ ابراهيم الجهيمان مدرس بمدرسة شقراء. 9) الشيخ محمد بهجت البيطار مدير مدرسة دار التوحيد بالطائف. 7) الاستاذ يسار البيطار مدرس بمدرسة دار التوحيد. 8) الاستاذ عاصم البيطار مدرس بمدرسة دار التوحيد. 9) الاستاذ عبدالله المسعري مدرس بمدرسة دار التوحيد. 10) الاستاذ محمد المجذوب مدرس بمدرسة دار التوحيد. 11) الشيخ عبدالله الخليفي مدرس بمدرسة دار التوحيد. السيرة العلمية : زاوية اسبوعية في مجلة اليمامة تحت عنوان «جد وهزل» زاولت مهنة الحرف بشكل متواضع. أول كلمة نشرت لي كانت مشروع قصة بدائي تحت عنوان “على قارعة الطريق” شاركت بها في مسابقة تشجيعية للأقلام الشابة أعلنت عنها صحيفة البلاد السعودية عام 1364هـ على ما أذكر .. مساهماتي المتواضعة ما زالت قائمة أذكر منها: 1) زاوية أسبوعية في صحيفة الجزيرة تحت عنوان “ثرثرة الظهيرة” . 2) مقال نصف أسبوعي في صحيفة المسائية تحت عنوان “الساعة 25 “. 3) مقال أسبوعي في صحيفة اليوم تحت عنوان “نافذة على عالمنا العجيب “. 4) مقالة زاوية شهرية في مجلة المجلة العربية تحت عنوان “كلمات “. 5) مقالة زاوية شهرية في مجلة الحرس الوطني تحت عنوان “أفكار مضغوطة”. إلى جانب تعاون غير ثابت مع هذه المطبوعات : 1) الفصل. 2) المعرفة . 3) المنهل. 4) أهلا وسهلا. 5) الدعوة. وحبل الثرثرة طويل لكن يا الله البركة. وبعد نحو سبعة عشر عاماً أصدر كتاب (شريط الذكريات) وهو على شكل مقالات قصيرة ومختصرة بدأها بولادته بشقراء في العاشر من شهر شعبان 1348هـ ووصف بإيجاز الحالة الاجتماعية وأنه لا يوجد من المدارس سوى كتاتيب (شيحان) و(ابن حنطي) و(السليمي)، وتحدث عن ألعاب الأطفال التي كانت تزاول وقتها. وعن وسائل صيد العصافير بـ (النباطة)، وصيد الجراد، ولكون والده أمير الوشم فكثيراً ما يستضاف من عابري الطريق ووسيلة التعريف بوجود ضيف إلقاء نعالهم بمدخل البيت. وقال إنه في طفولته يعاني من نقص حاد في الكلسيوم، فشهيته مفتوحة على تناول الطين، وذكر أنه كغيره يأكل الجراد والضب والجربوع وبعده (الحَزْرَة) والتي نسميها (المِحْزرة) وللتمليح (المحيزرة). وعند بلوغه العاشرة من عمره بعثه والده إلى عنيزة ليدرس هناك وليبتعد عن جو الخلاف الذي بدأ بين والديه. عاد بعد أن استتب الأمن بينهما ليواصل دراسته بعد افتتاح أول مدرسة بشقراء عام 1361هـ وقال إنه دائماً في آخر الفصل ويجتاز النجاح بشق النفس – ولولا مكانة والده لما نجح. في الخامسة عشرة من عمره مات والده عام 1363هـ، فأصبح هو عائل أسرته الثمانية فهو أكبرهم، وكان والده مديوناً ولا بد من رد الدين، فحاول أن يتاجر بالبطيخ (الجراوة) فاشترى بريال خيشة ملأى به، ووضع خيشته بمدخل السوق وصف الجراوة أمامه ينتظر المشتري.. فما وعى إلا بأحد أقاربه ينهره: (ما تستحي على وجهك.. ولد أمير وتبيع جراوة.. قم قامت عصبك.. وتثنت ركبك) فحمل بضاعته للمنزل ليأكلها مع أسرته. بعد ثلاثة أعوام قضاها بالمدرسة الابتدائية، افتتح مدرسة (دار التوحيد) بالطائف عام 1364هـ فشجعوا الشباب على الالتحاق بها بتأمين السكن والإعاشة ومصروف الجيب، وكان أحدهم، ومع ذلك بدأ التمرد والإضراب عن الدراسة لأسباب تافهة، وفي العام الدراسي الثالث الفصل الثاني المتوسط) ذهب لزيارة الأهل في العطلة.. وترك المدرسة إلى غير رجعة.. وفي عام 1369هـ ذهب للأحساء ليجرب العمل بعيداً عمن يستعيبه من أقاربه، فأوكل إليه محمد بن سيف الميزان (القفان) ليزن السمك المجفف والمخصص علفاً للحمير ولم يفلح، بعد شهر استعفاه صاحب العمل، فذهب إلى الخبر للعمل صبياً لدى الشيخ عبد الرحمن القصيبي، فوجد ما لم يعتده، نور الكهرباء والماء المثلج، وتكييف الهواء وغيرها من مظاهر الرفاهية، لولا الرطوبة والبعوض. عرف السفر بدءاً بالبحرين ومشاهدة السينما وفيلم (عنتر وعبلة) وذاق الأيس كريم، تبعها رحلات إلى الكويت فالبصرة فبغداد فدمشق فبيروت فرأى الجسور والزحام والجبال المغطات بالخضرة، فعاد وقد تجسدت في رأسه صور جديدة لعالم لم يألفه. ذهب لزيارة الأهل في إجازته السنوية فجاءه خطاب الاستغناء عن خدماته، ولكنه قد تعلق بالمنطقة وأحبها. عاد للعمل لدى الشيخ عبد اللطيف العيسى وكيل السيارات فكلف ببيع قطع غيار سيارات (جنرال موتورز). وقال إن هواية القراءة قد نازعته عندما كان بدار التوحيد بالطائف، فكان يحتفظ بمفكرة صغيرة في جيبه ينقل بها بعض العبارات الرومانسية، وينقل منها ما يطلب لمادة الإنشاء وكان الأستاذ يجهل أنه لص كلمات، بل يعتقد أنها من بنات أفكاره. وذكر أنه نقل قصة (على قارعة الطريق) وبعثها لجريدة البلاد السعودية مشاركاً في مسابقة القصة القصيرة، فحصل على الجائزة الثالثة اشتراك بالجريدة لمدة سنة. صدر في الخبر جريدة (الفجر الجديد) منتصف عام 1374هـ ما لبثت أن أوقفت بعد العدد الثالث، فجاءت فكرة إصدار مجلة (الإشعاع) وسريعاً جاءت الموافقة فصدرت في محرم 1375هـ 1955م، وحرر أغلب مواد أعدادها الأولى باسمه أو بأسمائه المستعارة (س.ب، أبو سمير، أبو نازك، فتى الوشم).. إلخ، في نهاية عام 1376هـ أوقفت المجلة، وسجن مدة شهرين وخير بين إكمال السنة بالسجن أو يذهب إلى بلده ولا يخرج منها مدة سنة فاختار الذهاب لأهله. وقال: «..ويوم أن ظهرت المجلة.. كان عالمنا يعيش شحنة من عاطفة التحرر وعاصفة الاستقلال.. كان قراء (الإشعاع) هم كتابها.. كانت عباراتهم المتوهجة حماساً.. ونبراتهم الملأى بالحياة يرن صداها فوق جبال الأطلس، حيث الاستعمار الفرنسي.. ويتردد رجعها في (عدن) و(مسقط)، حيث الاحتلال البريطاني.. ومع هذا.. فلكل جواد كبوة.. ولكل قلم عثرة قد تجره إلى مساءلة حتى عن حسن نية». بعد إكمال سنة (تحديد إقامته بشقراء) ذهب للرياض، فعرض عليه الأستاذ ناصر المنقور مدير عام وزارة المعارف العمل سكرتيراً للتعليم الثانوي.. ثم مساعداً لمدير البعثات الخارجية، ثم مديراً لإدارة العلاقات العامة، مع إدارة مجلة (المعرفة) والتحضير لصدورها، ولوجوده بالرياض توثقت علاقته بالأستاذين حمد الجاسر وعبد الكريم الجهيمان فبدأ معهم في تحرير جريدة (اليمامة)، بدأ بزاوية أسبوعية (من النافذة) ثم (الباب المفتوح) وأخيراً (مع الناس). وأصبح كثير السفر إلى بيروت ليشرف على طبع المقررات المدرسية، وأخيراً انتقل للعمل هناك في عام 1384هـ ملحقاً ثقافياً فمستشاراً ثقافياً لمدة اثنى عشر عاماً، وفي عام 1395هـ 1975م بدأت الحرب الأهلية مما اضطره للانتقال إلى القاهرة ملحقاً تعليمياً للشؤون الإعلامية ولمدة ستة وعشرين عاماً، حيث التقاعد عام 1409هـ وبعد سنوات عاد ليستقر بالرياض ويواصل الكتابة ويكون كما قال ختامها مسك بحصوله على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 1435هـ (في المهرجان الوطني للتراث والثقافة) وهو يطرق باب التسعين من عمره. ترجم له الدكتور علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) ط1، ج1، 1985م قال: «.... ولعله كان يطمح أن تكون (الإشعاع) داراً للنشر، ولكن مطمحه لم يتحقق، ومع هذا فقد بقي يكتب على ما يصدر من كتب: دار الإشعاع، كما لو كانت الدار قائمة، وكان البواردي مقيماً في الخبر..» وقد أفرد له 3 صفحات. وترجم له الأستاذ عبد الرحمن العبيد في (الأدب في الخليج العربي) ط1، 1377هـ 1957م، مطبعة الإنشاء- دمشق وذكر: «.. في طليعة شباب الأدب الذين امتلأوا حيوية ونشاطاً. نبغ في سن مبكرة، وتعددت مواهبه، فهو شاعر وكاتب وقاص، ولا أعدو الحق إذا قلت إنه صحفي نابه، انتسب إلى (صاحبة الجلالة) فأوفاها حقها، وأرضى ضميره الحر.. يميل في كتاباته إلى الأدب الشعبي المبسط، ووهو واقعي في جميع كتاباته، يمتهن الأعمال التجارية إضافة إلى العمل الصحفي الذي يقوم به.. أنشأ مجلة (الإشعاع) الشهرية، وأخذ يرسل على صفحاتها توجيهاته وكتاباته الاجتماعية، وهي بحق مدرسة أدبية قائمة بذاتها تعنى بتحقيق الحقيقة، والاستلهام من الواقع..». وترجم له الأستاذ أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين في ستين عاماً)، ط1، ج1، 1412هـ. وترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للإعلام، ط2، 1413هـ 1993م. وترجم له في (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) ط1، مجلد 2، 1995م واختار له ثلاث قصائد هي: (لغة العيون) و(صوت من أعماق كوخ متداع) و(من قصيدة: بكائية (سراييغو). وترجم له في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث. نصوص مختارة ودراسات) ط1، مجلد 9، 1422هـ 2001م اختار له في المجلد الثاني (الشعر) الدكتور عبدالله المعيقل قصيدة (متمردة على الحب) واعتبره من جيل التجديد. واختار له في المجلد الرابع (القصة القصيرة) الدكتور معجب الزهراني قصة (المطلقة) واعتبره من جيل التجديد. وترجم له في (قاموس الأدب العربي الحديث) إعداد الدكتور حمدي السكوت، القاهرة دار الشروق، ط1، 2007م. قال عنه الدكتور عبدالله الحيدري: «.. والبواردي شاعر واقعي حتى ليصفه أحد النقاد بأنه كون مدرسة جديدة مستقلة في الشعر السعودي هي مدرسة الشعر الواقعي، لأنه أكثر الشعراء التصاقاً بالواقعية. وقف كثيراً من شعره على خدمة مجتمعه، وصارت له من خلال هذا الاهتمام منزلة الرواد المصلحين، وله اهتمام خاص بقضايا التطوير والإنماء الإنساني، وهو لا يرى من الأدب ذا قيمة إلا ما يخدم الحياة، ويصور في الوقت نفسه ما يعتلج في نفوس الشعوب، ومن ينظر في دواوينه يجدها تعالج القضايا الاجتماعية من مرض، وجهل، وفقر، وحرمان، وتفرقة عنصرية، بل إنه تجاوب مع آهات المناضلين في كل مكان، واتسم شعره بالعاطفة الإنسانية في أعلى صورها..». وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) لجمعية الثقافة والفنون، ط3، 1415هـ 1995م. وترجم له في (دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) ط2، 1434هـ 2013م. وذكر له مشاركات في كثير من الفعاليات الأدبية والثقافية داخل المملكة وخارجها..منها: مهرجانات ثقافية خارجية (الكويت، بيروت، القاهرة) وأمسيات شعرية وقصصية في الأندية الأدبية المحلية. وقال إنه أصدر أكثر من خمسين مؤلفاً. وترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، ط2، ج1، 1434هـ 2013م. وترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) دارة الملك عبد العزيز، ط1، ج1، 1435هـ 2013م. وقال عنه الدكتور عبدالله الحيدري: «... أنجز عبد العزيز بن حمود البلوي في جامعة مؤتة بالأردن رسالة ماجستير عنه سنة 1428هـ 2007م وعنوانها: (سعد البواردي شاعراً)، ونوقشت سنة 1433هـ / 2012م) رسالة ماجستير في جامعة القصيم عن شعره، عنوانها (شعر سعد البواردي: دراسة فنية) من إعداد عبدالله بن علي الفهيدي. وفي المقالة يميل البواردي إلى اللفظ القريب من الشاعرية، مع سهولة في الأسلوب، ومسحة من السخرية وقصصه تخلو من الأسلوب الشاعري، وهي متأثرة بحماسته واندفاعه للإصلاح، وتبنيِّ قضية الإنسان المسحوق في كل مكان، غير أنه لم يكن يعنى برسم الشخصية من الداخل أو الخارج، بل يركز في تضخيم الصفة التي تهمه في الشخصية، واستغلالها لتعميق المأساة أو إبراز العبرة صارفاً النظر عن الجوانب الأخرى للشخصية..». كما ترجم له الأستاذ عبدالله بن إدريس في شعراء نجد المعاصرين، واختار له مجموعة من قصائده. وتناول تجربته الشعرية الحديثة الدكتور محمد صالح الشنطي في (التجربة الشعرية الحديثة في المملكة) حائل النادي الأدبي 2003م. والأستاذ طلعت صبح السيد في (التيارات الفنية في الشعر السعودي الحديث) دار عبد العزيز آل حسين. 1420هـ 1999م. والدكتور، عبدالله الحامد في (الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية) دار الكتاب السعودي، 1414هـ 1993م). والأستاذ سحمي بن ماجد الهاجري في (القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية) الرياض: النادي الأدبي، 1408هـ 1987م. هذا وقد أقيمت ندوة علمية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة عن أدبه بمناسبة اختياره شخصية المهرجان الثقافية عام 1435هـ شارك بها الأساتذة والدكاترة: محمد الهدلق وعبد الرحمن الشبيلي وحمد القاضي ومحمد القشعمي. وقد كرمته وزارة التعليم العالي عند إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2006م 1427هـ مع رواد المؤلفين السعوديين – الذين مضى على تأليفهم أكثر من أربعين عاماً- على كتابه (شبح من فلسطين) مجموعة قصصية الذي نشرها عام 1378هـ 1958م. ذكريات معه عام ٢٠٠٢ عاد ليستقر بالرياض بعد بقائه بين بيروت والقاهرة قرابة أربعة عقود.. يقول مازحاً: ذهبت بأولادي صغاراً وعادوا بي كبيراً. التحق بمركز حمد الجاسر الثقافي عضواً باللجنة العلمية، وحضور اللقاء الأسبوعي، مع مداومة حضور لقاء الأستاذ عبدالكريم الجهيمان بمنزله كل اثنين.. سافرت معه مرتين للبنان، الأولى لمعرض الكتاب، والثانية مع اللجنة العلمية لمركز حمد الجاسر ومنها زيارة السفير السعودي - العسيري - وكان يطلب منه التوسط لإعادة منزله الذي صودر منه أثناء الحرب الأهلية بلبنان ١٩٧٥. وجعلته يغادر بعائلته للقاهرة حتى عودته للمملكة. ذهبت معه إلى عنيزة تلبية لدعوة الراوية عبدالرحمن البطحي مع أستاذنا الجهيمان وغيره عام ٢٠٠٤ والثانية رافقته للتعزية بعد وفاته عام ٢٠٠٦ رحمه الله. شاركته بندوتين عن أستاذنا الجهيمان الأولى بثلوثية د. محمد المشوح والثانية بمركز حمد الجاسر ٢٠٠٥. شاركت الأساتذة: عبدالرحمن الشبيلي ومحمد الهدلق وحمد القاضي بالندوة المخصصة للبواردي عند اختياره شخصية المهرجان الوطني للتراث والثقافة عام ٢٠٠٦. - قبيل جائحة الكورونا تعرّض لحادث سقوطه من الرصيف وهو يهوى المشي بالشارع فتأثر بعض الوقت وان كان يحضر معصوب الرأس، ومع الجائحة اعتكف بالمنزل وكنت مع بعض الأصدقاء المحبين له نطلب من الصديق المهندس معن بن حمد الجاسرأن يحدد لنا موعداً لزيارته والاطمئنان على صحته لعدة مرات مع الأحبة د. محمد الهدلق، د. عبدالعزيز المانع، وعبداللطيف الحميد، ومحمد الحسيني وعبدالعزيز وعبدالرحمن الشويعر.. وكان يأنس بنا ويفرح وكنا نبادله النكات والطرائف.. كنت أقوله له يا أبا عبدالرحمن أنتم في شقراء كل واحد له اسم مستعار (إعياره) ما هي عيارتك؟ فيقول ليس لي عيارة محددة إلا أن والدي بصفته أمير الوشم يطلقون عليه (القطوه) وأنا يدعوني (القطيوه)، مثل ما كان يدعى والد الجهيمان عبدالعزيز كان يسمى (محفر) ولم يجدوا لابنه عيارة فأطلقوا عليه (محيفر). ويوم الأحد الماضي ٢٠/٤/٢٠٢٥م - ٢٢/١٠/١٤٤٦هـ جاء خبر فزعنا منه إذ نعاه الناعون وحان وقت رحيله إلى رحمة الله ومغفرته ورضوانه فعزائي لأم عبدالرحمن رفيقة دربه وإلى أولاده عبدالرحمن ووليد من الابناء ومن البنات نازك وفدوى وإلى كل أقاربه ومعارفه وأصدقائه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.