تنبأت بالمباراة النهائية لكأس العالم 2034م..
(عودة الشر) رواية كتبت بخيال أدبي عن مدينة ( نيوم) المستقبلية.

حينما عرفت أن رواية (عودة الأشرار) للكاتب خالد الحقيل تتناول السعودية عام 2034م تحمست لقراءتها لأني كنت أتساءل وربما الكثير من جيلي ومن سبقونا ، كيف ستكون السعودية مستقبلاً ؟ وهي الثيمة التي تناولتها الرواية حيث اتخذت من (نيوم) مكانَاً لأحداث الرواية ووضعت تصورًا كيف ستكون عليه المدينة من حيث المكان وبناء مدينة رقمية تحتوي على التقنية المتطورة والفضاء السيبراني للحياة المعاصرة وتطرقت للمباراة النهائية لكاس العالم على ملعب (نيوم) والتي ستجمع بين السعودية وإيطاليا حسب البعد الخيالي لمؤلف الرواية. الرواية كتبت بخيال علمي موجه لجيل الشباب الرقمي لكنها أيضا خاطبت مخيلة أجيال الستينيات والسبعينيات بما ستكون عليه السعودية في رؤيتها من خلال وصف دقيق ل (نيوم)،وهو المشروع الذي سيصبح وجهة وحلم للسعوديين بل محل دهشة لكل شعوب ودول العالم بتصميماته المتطورة عالميًا تتجاوز مخيلة الرواية كوكب الأرض لتصبح مدينة (نيوم) مكانًا تحاول كائنات فضائية تغزوه لأنها وجدت فيها مدينة صالحة للحياة المستقبلية بل أفضل مكان من حيث الحياة الرقمية على الأرض لتستقر فيه بسبب ما وفرته هذا المدينة من توظيف أحدث ما توصلت له التقنية البشرية في عالم الفضاء والكهروممغناطسيسية والفيزياء و كل وسائل الراحة للعيش على أرضها. «حين أشرقت شمس المستقبل على مدينة نيوم , كانت حضارتها قد بلغت مبلغًا لم يشهده بشرٌ من قبل, إذ تماهت التقنية مع الخيال, وصارت الحياة ضربًا من السحر الملموس. غير أن الأفق لم يكن صافيًا دائمًا, إذ لاح ظلٌّ قادمٌ من أعماق الفضاء, يحمل في طياته سرًّا غامضًا وتهديدًا لم يدر بخلد أهل الأرض قط. وفيما كانت أنظار العالم شاخصة نحو نهائي كأس العالم, إذ بالقدر يُدير صفحة أخرى من كتاب الدهر, فتُبعث الأسطورة من غياهب النسيان, ويعود الإمبراطور غور إلى الأرض, يحدوه ثأر قديم ورغبة لا تهدأ في الهيمنة. لكن فارس وفريقه, وقد نذروا أرواحهم للذود عن موطنهم, وقفوا في وجه العاصفة, يحملون بين أيديهم مصير مدينة الأحلام, ويخوضون معركة لا تشبه غيرها... معركة بين الإنسان وإرادة المجهول» تعد (عودة الأشرار) من روايات الخيال العلمي السعودي، وقد تم إسقاطها بالكامل على البيئة السعودية ,ارتكزت في رؤيتها للمستقبل على الخيال العلمي للتكنلوجيا ، و تحمل الرواية رسالة هادفة للشباب تدعوه للتفاؤل لبناء وطن المستقبل، والتسلح بالعلوم الحديثة والأخلاق الفاضلة لنشر ثقافة الخير إلى العالم . الرواية من أنواع الأدب الذي ترجم المكتشفات و المخترعات و التطورات التي ظهرت أو القريبة الظهور أو المحتمل ظهورها في المستقبل البعيد وحولتها إلى مشاكل إنسانية أو مغامرات درامية وهي- حسب هينغل- من الأدب الذي يعالج بكيفية خيالية مدروسة استجابة الإنسان لكافة ما يحيط به من تقدم وتطور في العلوم وتقنياتها سواء كان في المستقبل البعيد أو القريب أو الآتي . ولم تتخذ الرواية –حسب رؤية بيير بنوا- من الأدب كخيال للإنجازات العلمية والاختراعات التقنية فقط بل مضموناً له، وما يتعرض أيضَا لموقف الإنسان من الآلة بحكم أنها النتاج المباشر للعلم الحديث، ويمكن وصف الرواية من خلال تعريف مجدي وهبة لأدب الخيال العلمي «على أنها رواية المستقبل التي تتناول بطريقة خيالية استجابة الإنسان لكل تقدم العلوم والتكنولوجيا، من خلال أحداثها المغامراتية ، والتي جسدت تأملات الإنسان في احتمالات وجود حياة أخرى في الأجرام السماوية، -كما صورها الكاتب- مما يمكن أو يتوقع من وجود أساليب حياة لها على وجه كوكبنا هذا بعد تقدم بالغ في مستوى العلم والتكنولوجيا». تناولت الرواية من خلال شخصياتها بعدين نفسي واجتماعي للأسرة المتماسكة التي تحيط بأفرادها علاقة اجتماعية حميمة ومتفانية لخدمة الوطن كما هي في العلاقة بين بطل الرواية( فارس) وهو شاب سعودي يجيد (اليوجا) وأستاذ في علم الاتصالات تلقى تعليمه في الصين ويجيد عدة لغات وأبيه ( سامي) وهو ضابط سعودي شجاع ضحى بنفسه من أجل إنقاذ كوكب الأرض من غزو خارجي، وهو يرقد في غيبوبة كاملة منذ أعوام طويلة، ويحاول الأعداء -الكائنات الفضائية- اختراق عقلية الابن وأحداث اضطراب نفسي له – لديهم هذه القدرات الخارقة للطبيعة البشرية- من خلال عاطفته تجاه أبيه بإيهامه بوفاته لكنه ينتبه للعبة ويتماسك نفسيًا وتصور الرواية الترابط الاجتماعي أيضًا بين( فارس) ووالدته( نو)ر وهي خبيرة اتصالات ونابغة في علم الفلك وأبحاث الفضاء وجده لأبيه اللواء فهد لواء متقاعد حصل على عدد من دروع الشجاعة. وتناولت البعد الاجتماعي من خلال علاقة فريق العمل مع بعضهم وتعاونهم وهم (هشام) خال فارس عالم في مجال الكيمياء الحيوية و(مارينا) شابة أسبانية الأب صينية الأم ،وهي زوجة فارس عبقرية في علم الجيولوجيا ولها أبحاث في علم الكائنات . تبدأ الرواية من خلال عودة إمبراطور فضائي مع جيشه بمركباتهم الميكروسكوبية الى الأرض واختيار غزو عقول النخب في (نيوم ) خلال نهائي كأس العالم في المملكة العربية السعودية عام 2024م كان الغزو الأول لهم خلال الجزء الأول من سلسلة الخيال العلمي سعوديات (رواية المنشق) الصادرة عام 2008م، وتم الانتصار آنذاك على المتمرد الفضائي وسحقه على إيدي ضباط سعوديين من فريق أمني وبمتابعة مباشرة من القيادة ، وبعد 25عامًا مع مطلع العام 2034م قرر الأمبراطور الفضائي (غور) السيطرة على العالم مجددًا عبر استهداف (نيوم) مع طلائع جيشه حيث اكتشف أنها الأعلى تطورًا في العالم وأن حضارتها بلغت أوجها فكان التصدي والمقاومة من أبطال السلسلة بقيادة ( فارس ). تصف الأحداث مدينة الأحلام (نيوم) وتستشرف المستقبل من حيث وسائل النقل الفريدة والمراكز الطبية الطائرة والمسارات الجوية المبتكرة والأسلحة النوعية التي لا مثيل لها على وجه الأرض وتبتكر نظاماً للملاحة العالمية يوازي قوقل ماب وهو ( نيوم ماب). الرواية تعالج عدة أمور تتضمن التأكيد على استقلاليه القرار السعودي وقدرته على قيادة العالم في مواجهة المعضلات العالمية كالغزو الذي يظهر جلياً في طيات الرواية، كما تكشف مدى نجاح رؤية 2030 م في إنشاء معلم تكنولوجي عالمي يتمثل في مدينة (نيوم) ويمثل شعلة ومركز استقطاب للعلم والفن والاقتصاد ويوضح مدى الترابط بين مختلف القطاعات الحكومية وقدرتها على التنسيق مع شتى الجهات العالمية وبمنتهى الاحترافية.