قصيدتــان

الطباشير رحلت عن دنيانا الأسبوع الماضي الشاعرة قسمة العمراني التي تعد من أبرز شاعرات الوطن في الشعر الشعبي كرست حياتها لقصيدتها وتميز شعرها بعذوبة متفردة منحتها خصوصية لا تشبه غيرها. وقعت بعض قصائدها باسم «ساقية عطر» وهو اسم ديوانها الأول ثم أصدرت ديوانها الثاني «القرية التي هي حاضنة البحر». نسأل الله لها الرحمة والمغفرة. لومت يمـه : مـن يلـم الدفاتـر ويكتب على الألواح نزف الطباشير ؟ ومن يرتفع بالصوت فوق المنابر يقرأ صباح المدرسـة والتباشير ؟ يمه : انا دايـم اجرب واغامر واهوى اكتشاف الكايده والمحاذيـر تلميـذةٍ متفوقـه ع الشـواطـر حلمي اناجي الريح مثل العصافير أسير صوب المعرفة وما أكابر واحفظ تراتيل السور والتفاسير وأشيل مع كتبي انـا قلب طاهر ما دنّسـه حقـدٍ ولا يكره الغير علمتهم كيف القلـم والمساطر ترسم حدود الأرض من غير تزوير وإن مت يمه احفظي هـ الدفاتر وقولي لهم بنتي محطات تنوير وقولي لهم كانت كما الغيم ماطر و مثل الزهر بـأول طلوعه نواوير وقولي لهم كانت من الصبح باكـر تعلن صباح المدرسة فـ الطوابير ولومت يمه : صوتي بالحناجر وجدي عليها جارة الورد والطير ------- قمرية الشعر مُرْ يا خريفَ الندم بنتٍ مع شالها يمكن يحتّ العتب لومٍ نِشِبْ بالضلوع الليله الباب والحرّاس واقفالها تمنع قدم ساقها دربَ الرجا للرجوع وآنا لو انّي يوردنّي العطش جالها اظما ولا أشرب قراح يسوقني للخضوع والهقوه اللي تردَّك للقفا, فالها تذبح لها شرهتك لا تسْلّمك للخنوع شفني لبسْتَ النهار وشَمْتْ ع اظلالها الشمس ادنى ضياها شعلةً من سطوع قمرية الشعر, شال الجرح موّالها وما كبّر لحزنها غير الدعاء والخشوع حتى سما فوق نجم سهيل منزالها والليل صار يتهجا نورها للشموع كم يا زمن لك على هالحال تقرا لها ..؟ وكم يا زمن لك تسطّر حرفها بالدموع ؟ بهّر من الفكر دلّه .. طعم فنجالها من زعفران المعاني .. صُبّها للجموع باكر يخطّ الوعي تاريخ .. ع أطلالها سيره لمجدٍ نبت فوقَ النخلْ فـ الطلوع يا سدرة الحقل مال الغصن باثقالها وما زمّ حمل الثمر غير النوى والجذوع