د. صهيب عالم في محاضرته بجامعة الإمام ..

هناك وثائق مهمة عن التاريخ السعودي في الأرشيف الهندي .

أقامت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثّلةً في مركز بحوث التأسيس والتاريخ الوطني لقاءً علميًا حول “وثائق تاريخ المملكة العربية السعودية في الأرشيف الوطني الهندي بنيودلهي” مساء أمس الأحد 2025/4/13، وذلك عبر منصة الويب إكس، وتناول اللقاء الذي أداره مدير مركز بحوث التأسيس والتاريخ الوطني أ. د. زهير بن عبدالله الشهري، ثراء المحتوى الأرشيفي للمحتوى الوطني الهندي الخاص بتاريخ المملكة، وقد بدأ اللقاء بالترحيب بضيف اللقاء الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي، الهند د. صهيب عالم، وأشاد أ.د. الشهري خلال افتتاحه للقاء بجهود د. صهيب في توثيق تاريخ الجزيرة العربية خاصة منطقة نجد وما حولها، إثراء المكتبات العربية والهندية من خلال بحوثه العلمية وترجمة الكتب العلمية والتاريخية إلى اللغة العربية من اللغتين الإنكليزية والأردية. ومن جانبه رفع د.صهيب عالم شكره وتقديره لاستضافة الجامعة، مثمّنًا دورها الأصيل في تثقيف الباحثين في علوم التاريخ السعودي، وتعزيز الوعي نحو أهمية الوثائق والمدوّنات الهندية في إثراء البحوث التي تُعنى بالتاريخ السعودي. وأشار د. صهيب إلى وجود كمية ضخمة من الوثائق والمستندات والمواد المعنية بتاريخ العالم العربي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة في أرشيفات الهند ومكتباتها المختلفة. كما قال إن في الهند أرشيفات متعددة ذات أهمية بالغة مثل أرشيف جوا، أرشيف مهاراشترا، أرشيف كيرالا، والأرشيف الوطني الهندي وغيرها. فأرشيف جوا يحتوي على المواد المعنية بتاريخ التوسع الأوروبي في آسيا وأفريقيا، ولاسيما صعود الإمبراطورية البرتغالية وسقوطها في المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي خلال الفترة ما بين (1510-1961)، وأرشيف ولاية مهاراشترا يحتوي على سجلات ما قبل العام 1820م لحكومة شركة الهند الشرقية في مومباي حتى اليوم. فركّز د. صهيب حديثه على الأرشيف الوطني الهندي بنيودلهي وفقاً لعنوان لقائه. فألقى الضوء بالإيجاز على تاريخ إنشاء الأرشيف، حيث إنه أنشيء أولاً كهيئة إمبراطورية للسجل في مدينة كولكاتا في عام 1891م، ثم نُقلت جميع السجلات من كولكاتا إلى دلهي في شهر مارس عام 1937م، ويقوم هذا الأرشيف بدور قيادي في توجيه الأرشيفات الهندية الأخرى على مستوى الهند، وأعيدت تسمية الهيئة الإمبراطورية للسجل إلى الأرشيف الوطني الهندي بعد استقلال الهند. وتحدث د. صهيب أن هذا الأرشيف يحتضن بالسجلات الحكوميّة ذات الأهمية البالغة الذي يعتبر من أكبر خزائن الأرشيف في جنوب آسيا، ويمتلك عدداً ضخماً من السجلات العامة، والخاصة، والاستشراقية، والخرائط، والميكروفيلم، والبرقيات، والرسائل، والمذكرات، والمقتطفات من الألقاب نامة، والمراسلات المعنية بالملاحة البخارية للاتصالات الداخلية والخارجية للهند، وغيرها، التي تشكل مصدراً قيّماً للمعلومات للأساتذة والباحثين عن العالم العربي. وقال إن الوثائق في هذا الأرشيف وزعت كما يلي: سجلات شركة الهند الشرقية البريطانيّة (1748-1858). سجلات الحكومة الهندية البريطانيّة (1858-1947). سجلات حكومة الهند (1947 فصاعداً) . وأشار د. صهيب إلى وجود أنواع السجلات والوثائق المعنية بالتاريخ السعودي مثل السجلات الدفاعية والعسكرية، والتجارة، والرحلات والسياحة، والقانون والنظام، وثائق السياسة البريطانية في الخليج العربي وغيرها، ومن خلال هذه الوثائق، اختار بعض الوثائق نموذجاً التي تتحدث عن تاريخ التعاملات بين تجار الهند وتجار نجد والحجاز والأحساء يزخر بالكثير من التبادل التجاري في جميع أنواع السلع والمنافع المادية ومنها وثقت عرى العلاقات بين البلدين، مما أثر إيجابًا على الأرشيف الهندي، وناقش د. صهيب مع حضور اللقاء فرص وآليات استفادة الباحثين والمهتمين من وثائق أرشيف نيودلهي، وذلك عن طريق الحضور رسميًا، أو رقميًا ومفاتيح البحث في الأرشيف الهندي. وانتهى هذا اللقاء بالأسئلة والاستفسارات التي طرحها الحضور أساتذة وباحثين. وجاء هذا اللقاء انطلاقًا من إيمان جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بدورها الفعال في خدمة المجتمع ومشاركتها في ما يُسهم في توعية الأجيال القادمة لتكون قادرةً على بناء الهوية الوطنية والثقافية لدى الأفراد والمجتمع من خلال معرفة كيفية تطور القيم والعادات على مرّ العصور والحفاظ على تراثهم.