قراءة في ديوان الشاعر محمد العلي “لا ماء في الماء”.

الشاعر محمد العلي مقل في الشعر، واعترف بذلك في إجابته عن سؤال أحمد علي الزين على قناة العربية حين سأله: حضورك في الكتابة أكثر من حضورك في الشعر؟ فأجاب: يبدو لي أن سبب إقلالي من الشعر هو لأني لا أستطيع أن أكتب إلا بالانفعال، وشعري ليس ذهنيا، بل انفعاليا، وتمتنع الكتابة الشعرية إذا لم أنفعل. الشعر هو اندهاش، فإذا لم تصل الدهشة إليك فهذا ليس شعرا. لمحمد العلي ديوانان الأول: لا ماء في الماء الصادر عن أدبي المنطقة الشرقية 2009م، يضم قصائد الشاعر منذ 1945 ـ 2009م، بأشكالها الشعرية المختلفة من الشعر العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر. والثاني: ديوان “لا أحد في البيت” صدر في احتفاء جمعية الثقافة والفنون بالدمام بمحمد العلي 2015م، يضم عددا من قصائد الشاعر، وقد صرح جامعه أحمد العلي في مفتتح الديوان كما نشر في الصحف: (مزّقتُ أكثر النصوص كالأقمشة... كسرتُ أسطرًا ويتّمتُ أبياتًا، وأبكيتُ الخليل، ليس لأني عاندته، أنا لا أكرهه، أبدًا، بل تجاهلته....) وفي موضع آخر، يكتب: (أبحتُ لنفسي ما لا يعقل ولا يجوز، ما قد يغضب محبّي الشاعر، أو المسلوبين بذاك الغول في ليل الشعر، أعني العروض). ولأن ديوان لا أحد في البيت محرف، وبعض نصوصه منشورة في ديوان لا ماء في الماء، والثمانية عشر نصا التي اختلفت عما في الديوان الأول أوردها أحمد العلي مجتزأة أو محررة كما يقول، فلم أر من الضروري أن أطلع عليه، فهو لا يفيد ما أنا بصدده من تأمل ومحاولة تحليل تجربة الشاعر، ما دام جامعه سوّغ لنفسه أن يعبث بمحتواه الأصلي، لذلك اقتصرت مطالعتي على الديوان الأول فقط. تجربتان مختلفتان قارئ ديوان لا ماء في الماء يجد ذاته أمام تجربتين، فالشكل الشعري للنصوص أصبح ثيمة تمثل مرحلة مخصوصة للذات الشعرية: الأولى للشاعر محمد العلي المنغمس في النسق التقليدي العام، ونستطيع تأول ذلك من خلال قصائده (العمودية) التي صارت تمثل عباءة تقليدية يرتديها طالب الحوزة العلمية في النجف الأشرف بالعراق، وقد التزم فيها بشكل القصيدة العربية، وموضوعاتها التقليدية المعروفة، بداية من قصيدة (حاشاك) ص 174 في ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وقصيدة خطيب الجراح في ذكرى مولد الحسين ص 222، وقصيدة مصر ص 199 وغيرها. الثانية: مرحلة اليقظة، ومحمد العلي يرتدي عباءته الجديدة، عباءة عصرية، تقدم الصورة الجديدة للشاعر الحداثي، الصورة التي اختلفت رؤيتها للعالم، وللواقع، فكان تغير الشكل الشعري من القصيدة البيتية إلى قصيدة التفعيلة وبعض قصائد النثر، يرسم ثيمة دالة على ذلك التغيير. وحول الشكل الشعري نرصد ثلاثة تواريخ مهمة في تجربة العلي: ـ 1954 أول قصيدة بيتية مدونة في ديوانه، وكانت بعنوان (طرقة) ص 206. ـ 1967 أول قصيدة من التفعيلة، وكان عنوانها (العيد والخليج) ص 71، وقصيدة أخرى بعنوان (سفر) ص 74. ـ 1967 أول قصيدة نثر مثبتة في الديوان بعنوان (سراب) ص 85. فتكون قصائد العلي المنشورة في الديوان ممتدة من تاريخ 1954م ـ إلى 2009م، إذا كانت التواريخ دقيقة، واستثنينا بعض قصائد قليلة نشرت دون تاريخ، ومن خلال التواريخ يظهر النشاط الشعري للعلي في بعض الفترات، بعد فتور يطول أحيانا، وربما هذا ما جعله يحاور الشعر في نص (الجسر الغائب) حين شعر بهجران الشعر. مفارقات الشكل وفي مفارقات الشكل فإن الشاعر بعد هجرانه للقصيدة البيتية، عاد إليها عام 1992م، وكتب قصيدة بعنوان (جد يقظان) إلى روح صديقه مصطفى جمال الدين، ورثاه أيضا بقصيدة بيتية بعنوان (نافذة سوداء) عام 1998م، وهذا هو العود الوحيد إلى القصيدة البيتية في تجربة العلي المثبتة في ديوانه، ويمكننا عزو اختياره القصيدة البيتية إلى وفاء الشاعر لصديقه، وثقته أن مراثيه ستصله في قبره، فاختار أن تكون بالشكل المألوف لصديقه الراحل ربما، وربما تكون الغنائية أكثر وفاء في رأيه للتعبير عما يجيش به وجدانه تجاه الراحل، فرثائياته قليلة جدا، وجميعها بيتية، بدأها بقصيدة (فرح الموت) عام 1961م في رثاء عمه، ويتسم رثاء العلي بهدوء لا يشوبه تفجع ولا تحسر. أما على مستوى اللغة، فإن لغة العلي في قصائده البيتية بطبيعتها لغة حديثة، تتميز برونق خاص يبعدها من جهة عن لغة الكلاسيكية، ولا يسلكها في لغة الرومانسيين من جهة أخرى، لغة اختطها العلي تتفاعل في هدوء وسلاسة لتشكيل الصورة الشعرية، وهي ذات اللغة التي استمرت في القوالب الشعرية التي تحول إليها الشاعر لاحقا، لا يشعر القارئ باختلاف كبير عنها في جميع القوالب إلا بما يوافق شكل القالب الشعري، والموضوع المختار. وفي ذات السياق، فلغة العلي نحت في قصائد التفعيلة إلى الترميز، وحفز القارئ إلى ظلال تلك اللغة، والنظر فيما وراء الكلمات، وربما تأتى ذلك بفعل التحديات التي كان يواجهها في طريق تحولاته الفكرية، بفعل انتباه المكونات التي مرق عن سلطتها. معظم مكونات الصورة الشعرية في شعر العلي، خاصة في قصيدته الحديثة منتزعة من الطبيعة، ويعود ذلك في رأيي إلى العزلة المفروضة على الشاعر، العزلة التي ولدت شعوره العميق بالاغتراب، فكانت الطبيعة ملاذه للتأمل والشكوى، فهو ابن بيئة متعددة المظاهر، فيها البحر والواحات والصحراء، وقضى جزءا من حياته على ضفاف دجلة والفرات، والنيل، ولبنان، وهذه البيئات الطبيعية عززت حضورها في معجمه الشعري. ومن أبرز الظواهر التي ولدتها الطبيعة في شعره الحديث نزوع معجمه الشعري إلى استدعاء (الماء) في صورته الساكنة (البحر)، وفي صورته المتحركة (النهر)، حتى أن عنوان الديوان مجتلب من قصيدته (لا ماء في الماء) وفي تتبعي لمفردتي (البحر والنهر) وجدتهما رمزين خالدين، ينزع إليهما للتعبير عن قضيته المركزية (الوعي) الذي تحلقت حوله تجربته الشعرية، وأوقف قلمه الفكري عنده ولم يبرحه. وتجدر الإشارة إلى أن استخدام العلي للمعجم المائي في شعره الحديث أعلى بكثير منه في شعره التقليدي الذي تحول عنه، ما يوحي بغايات تعبيرية خاصة في ذلك، وهذا مبحث حقيق بالتأمل والإحصاء، لا أستطيع البت فيه أو تأول دلالاته إلا بعد دراسة معمقة. التاريخ في تجربة العلي ورغم حداثة محمد العلي، وثورته على التقليد، وحنقه على القيود التاريخية، إلا أنه لم يقاطع التراث، فبرز التاريخ في تجربته في أشكال مختلفة: 1ـ التاريخ قيد يثقل الأمة ويرهقها، ولعل قصيدته سراب صفحة 85، تعبر عن بؤس التاريخ وقد عبر عنه بالدائرة (الحلقة المفرغة). ومثلها قصيدة: كيف؟ ص 107، افتتحها بالسؤال: كيف الفرار من التاريخ؟ وهي قصيدة مكتظة بالأسئلة، بل كلها أسئلة. 2ـ التاريخ مرجع لمحاكمة العصر، ففي نص يا سوف الذي كتبه عام 1991م إثر الغارات على بغداد: يطلب من الزمن التعيس الحالي، أن يعود إلى الأعصر القديمة بتراتبيتها المعروفة: سجا الليل ليس حولك غير السراب أعد كل ما كنت تحمله من لآلئ تنثرها فوق لؤم الزمن وفوق ابتهاج المسافات حين تصب الخيول أعنتها لبلوغ الوطن أعده إلى حيث كان: العصر الجاهلي العصر الإسلامي العصر الأموي العصر العباسي تلك كانت فصولك يا لؤلؤا نيئا عد إليها فنحن هنا خارج الوقت نحن هنا في الكفن (ص 33) 3ـ التاريخ مرجع لذاكرة الشاعر، ففي نص واحد استدعى رموزا شعرية قديمة بأبياتهم كإشارته إلى بيت طرفة بن العبد (لخولة أطلال)،وبيت مجنون ليلى: فأصبحت من ليلى الغداة كقابض على الجمر ....وبيت ابن الدمينة: أبيني أفي يمنى يديك جعلتني..... فأفرح أم حولتني في شمالكِ وقول العباس بن الأحنف: وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ....... جنونا، فزدني من حديثك يا سعد استدعاء الثبيتي وفي ذات النص استدعى الشاعر محمد الثبيتي في تعبير (القهوة المستطابة)، حيث سوّر التعبير بقوسين تأكيدا على استدعاء قول الثبيتي في قصيدة تغريبة القوافل والمطر: أدر مهجة الصبح، واسفح على قلل القوم قهوتك المُرة المستطابة. وقد استدعى امرئ القيس في كثير من قصائده: عمنا يا امرأ القيس ص 79 أنين متقطع / امرئ القيس ص 101 / تعبير عمنا يا امرأ القيس يتكرر في قصيدة كلمات مائية ، ص 111/ امرؤ القيس أيضا في نص ليسات النهر ص 119 / وقوفا بها ص 123 العنوان مستوحى من معلقة امرئ القيس، وكذلك استدعى المطلع قفا نبك عينان (...) أو شرفتان؟ كصبايا غدير امرئ القيس في نص جواب طويل ص 136 ، تحت وحل غدير امرئ القيس، نص لا جدوى ص 146. كما استدعى الخليل بن أحمد في نصوص متعددة: بحور الخليل ص 29، وهو يخاطب البحر قائلا: أيها البحر لا تسرج الشوق نحو الغروب وكفكف مخالب يأسك إلا قليلا إلى أن نعد معلقة فارهة نشيد ما بين ألفاظها والفواصل قبرا كبيرا يليق بشأنك قبرا من الكلمات الصقيلة من جبل مرمري يسمي بحور الخليل. وكذلك في قصيدة بعنوان (الذي نسي قناعه) ص 67 : أتيتك مثل قصيدة تفتش عن وكرها وحين رأيتك أيقنت أنك أنت الخليل بن أحمد الظواهر الأسلوبية: ثمة عدد من الظواهر الأسلوبية التي نزع إليها محمد العلي في قصائده الحديثة، منها: أولا ـ التوظيف والاستدعاء كما أسلفت. ثانيا ـ غرامه بالسؤال، فلا يخلو نص من السؤال إلا فيما ندر من أشعاره الحديثة، فبرز السؤال في مظاهر مختلفة، تجده عنوانا للنص، أو في مفتتحه، أو في أثنائه، أو خاتمة للنص، حتى أن أحد نصوصه: (كيف؟) ص 107 جاء كله على هيئة أسئلة من عنوانه حتى خاتمته. ومرد هذا التساؤل الطاغي ـ في رأيي ـ إلى مشروع محمد العلي التنويري، المرتكز على إيقاظ العقل العربي، فمجموع شعره الحديث، وتنظيراته الفكرية كلها تدور حول مركز الوعي، ولا وعي إلا بالمعرفة، ولا معرفة إلا بمطرقة السؤال التي ما انفك يقرع بها الأدمغة العربية، بعد أن قرعت دماغه في الحوزة العلمية، وقادته إلى البحث المعرفي، فاستبد به الركض في محاولات حثيثة، ولديه قناعة راسخة أن السؤال هو مفتاح المعرفة الحقيقي؛ لذلك تساءل في مفتتح نصه المعنون (إليه) إلى أدونيس: لماذا يراك السؤال أباه؟ ويستمر في أسئلته لأدونيس حتى يبلغ الخاتمة، فيجيب موحيا بقناعته في حتمية التغيير،مستشرفا المستقبل: لا أريد جوابا على كل أسئلتي الآن. أريد الجواب عليها إذا ما انتهى قرننا القادم! ثالثا ـ من الأساليب التي نزع إليها العلي في قصائده أسلوب الحوار، فينشئ النص على حوار درامي كحواريته في نص (غبار) ص 56 وهو نص لم يؤرخ، حواريته تشبه (التحقيق الأمني)، أسئلة مقتضبة ثم أمر بتعبير (خذوه)، والنص ربما يحيل إلى حادثة السجن والمنع من السفر التي تعرض لها، وقد نفى التهم الموجهة إليه في مقابلة مع قناة العربية، قائلا: “أنا أؤمن ببعض الأفكار الماركسية، لكنني لا أنتمي إلى أي حزب، ولم أكن شيوعيا أبدا...” ومثلها حواريته الساخرة المبنية على السؤال والجواب في نص (لماذا) ص 125 الذي كان يحاور فيه ذاتا تريد التخلص من الظلام ولا تعرف السبيل، في أسلوب تهكمي ساخر. هجران القصيدة وكذلك هناك حوارية استفهامية من طرف واحد بين الشاعر والشعر في نص الجسر الغائب. ص 126، يشكو فيها الشاعر من هجران القصيدة. رابعا ـ التعريف: ينزع العلي إلى التعريف في بعض نصوصه، مثل نص الوجع في ص 69 فقد بدأ النص بسؤاله: هل تعرف مفردة يسكن الشعر في بهوها الرحب مثل الوجع؟ ثم يورد ثمانية تعريفات للوجع، ويقودنا هذا النص إلى إجابة للعلي في لقائه مع أحمد علي الزين على العربية بأنه تعرض لقسوة اجتماعية أكثر مما قاسى من السلطة قائلا: “واجهت متاعب بسبب الحداثة، وكان العقاب الاجتماعي أكثر قسوة من العقاب الرسمي، وقد لاقيت هذا النوع من العقاب لكنني لم أهتم رغم قسوة جروحه”. خامسا ـ السخرية : سأله مذيع العربية: روحك الساخرة كيف تولدت؟ فقال: يبدو أنها طبيعة، وأنا أفضل الصمت حتى أنفجر ضحكا أو كلاما. تظهر سخرية العلي كما أسلفت في نصه لماذا؟ وكذلك في نص آخر بعنوان (زبد ساطع) ص 102 يهزأ الشاعر بطعنات الخصوم والزمان وهو يسائل خاصرته عن الطعنات التي تلقتها بطرق مختلفة، فتكون إجابتها في قوله: فأطلقت الخاصرة ضحكة ساخرة! وكل هذه الأساليب لا يغيب عنها أسلوب السؤال، الذي شغل محمد العلي. وفاءه مع الأصدقاء محمد العلي وفيٌّ لأصدقائه المقربين، فكما رأينا وفاءه لصديقه مصطفى جمال الدين، أيضا كان وفيا لأصدقائه الذين يقاسمونه الهم، فقد كتب قصيدة إلى صديقيه الشاعر الراحل علي الدميني، والأديب الأستاذ جبير المليحان بعنوان (تذكر) وأسماهما الضفتين في إهدائه. وأهدى نصا بعنوان (الحديقة) إلى الناقد الدكتور سعيد السريحي. وأهدى نص (إليه) إلى الشاعر العربي الكبير، أدونيس. وهو مغرم بالغناء، فقد أهدى نصا إلى حسين شاهين، وظف فيه مقاطع لأم كلثوم، وللغناء المصري (ياليل يا عين) وذكر صديقه محمد القشعمي في النص أيضا. وفي ذات السياق ذكر في نصوص أخرى اسم الفنانة فيروز، بل واشتق منه متفيرز، وصفا للقمر. العلي المفتون بالأوطان محمد العلي كذلك مفتون بالأوطان العربية الثلاثة: مصر ولبنان والعراق، ورغم اهتمامه بالتنوير في وطنه، وفي محيطه الاجتماعي، إلا أنه لم يأت على ذكر الوطن، ربما لشعوره بالغربة فيه، أو ربما لانشغال مخياله الشعري بمراكز التنوير العربي سالفة الذكر. كذلك محمد العلي انشغل بالفكر والوعي عن الوجدان البعيد عن قضيته المركزية (الوعي) في شعره الحديث، إلى درجة أنك لا تجد الغزل في ديوانه، سوى في قصيدة كاشيرة ص 92 وربما تكون أبعد من الغزل، إذا قرأنا فيها قصد الشاعر إلى المقارنة بين مجتمعه الذي يقصي المرأة، وبين المجتمع اللبناني، كما توحي خاتمة النص: “لا شيء غير البصل يسوق الهديل لأوكار قلبك يسوقك نحو مدارس لبنان طفلا خبيث البلاهة في الأول الابتدائي!” وقد عبر العلي عن عدم اكتراثه بنشر غزله في مقابلته مع قناة العربية حين سأله تركي الدخيل: هل لديك أعمال شعرية ليست منشورة؟ فأجاب: نعم، ولم ينشر، لأنه شعر غزلي. ونستشف من ذلك رغبة العلي أن يظل مشروعه الفكري التنويري مدار التعبير، ومركز الاشتغال، واعتباره الذاتي أمرا خاصا لا يدخل في حيز اهتماماته، ولا حاجة لنشره، ما يؤكد أن شعره رسالة، هدفها الوعي، ويمكننا أن نقول أن شعره الحديث مرآة صادقة لفكره. *قدمت في الندوة العلمية التي نظمتها أكاديمية الشعر العربي، بمناسبة تكريم الشاعر بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، وهي تنشر للمرة الأولى. *جامعة الطائف