حلقة نقاش تسلط الضوء على العادات والتقاليد المشتركة..
التداخل بين الثقافة العربية والإفريقية في رمضان.

نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يوم الإثنين 17 مارس 2025م، حلقة نقاش افتراضية تحت عنوان: «التداخل بين الثقافة العربية والإفريقية في عادات شهر رمضان المبارك في إفريقيا»، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين في الدراسات الإفريقية والإسلامية. تناولت الحلقة أوجه التفاعل بين الثقافة العربية والإفريقية في مظاهر الاحتفال بشهر رمضان، حيث ناقش المتحدثون التقاليد الاجتماعية والثقافية العامة التي تتداخل بين المجتمعات الإسلامية في إفريقيا. سُلِّطَ الضوء على دور العائلة والمجتمع في رمضان، والتقاليد المشتركة بين الثقافات العربية والإفريقية، مثل: تبادل التهاني، وأنواع الأطعمة الرمضانية التقليدية، وأهمية الحفاظ على القيم الدينية في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية. وناقشت الحلقة تأثير جائحة كوفيد-19 في الاحتفالات الرمضانية، حيث تحدثت الدكتورة وداد نائبي عن استخدام التكنولوجيا، مثل تيك توك وفيسبوك، للحفاظ على التواصل الاجتماعي في أثناء الحجر الصحي، وهو ما يعكس تكيف المجتمعات مع الأوضاع الاستثنائية، وأشارت إلى أن هذه الأدوات الرقمية أصبحت وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية والدينية عبر الفضاء الإلكتروني. وأكد الدكتور أحمد الحاج عبدالله الأهميةَ الروحيةَ لشهر رمضان، مشددًا على الدور المركزي للعائلة والمجتمع في تعزيز الروابط الاجتماعية في أثناء هذه المرحلة، رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بعض المجتمعات الإفريقية. فيما أشار الدكتور إدريس باو إلى التحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة في إفريقيا في ظل العولمة والتغيرات الثقافية، وكيف تسهم هذه التحديات في إعادة تشكيل بعض العادات والتقاليد. من جانبه، ركز الدكتور سالو الحسن على البعد السياسي والاجتماعي لشهر رمضان، موضحًا كيف أن الطقوس الرمضانية تعكس التوازن بين التراث الإسلامي والتقاليد المحلية، وهو ما يعزز من تماسك المجتمعات الإفريقية المسلمة. وأكد أهميةَ التفاعل الثقافي بين العالم العربي وإفريقيا في تشكيل ممارسات رمضانية فريدة ومتنوعة. شارك في النقاش كل الدكتورة وداد نائبي، الأستاذة المشاركة والباحثة في الأدب الإفريقي وشؤون المرأة الإفريقية (بنين)، والدكتور أحمد الحاج عبدالله، الأستاذ المشارك في الجامعة الوطنية البينينية (غانا)، والدكتور إدريس ياو، المتخصص في الترجمة من اللغة العربية وإليها بجامعة إفريقيا الإسلامية (ساحل العاج)، وعائشة كن المتخصصة في الحضارة الإسلامية (السنغال)، إضافة إلى الدكتور سالو الحسن، نائب رئيس قسم المخطوطات العربية بمعهد أبحاث العلوم الإنسانية بجامعة نيامي (النيجر). وأدار الحوار الدكتور محمد السبيطلي، رئيس برنامج الدراسات الإفريقية بالمركز، الحلقة النقاشية قدمت رؤية متكاملة عن التداخل الثقافي بين المجتمعات العربية والإفريقية، وأبرزت مدى التنوع والغنى الثقافي الذي يميز شهر رمضان في القارة الإفريقية. وسلطت الضوء على ضرورة توثيق هذه التقاليد وحمايتها في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.