كما في الأحلام.

القوس تحت إبطي والسهام في فم الأيائل، أرفعه مثل المظلّة التي تنتظر ما ترخه السماء لتنمو الأشجار رغم التصحر. أترك القرى والمدن كلها، لأتمشى في الأزقة الخلفية بين الشك والسَفَر، أسحق بين إبهامي والسبابة كل وردة تتباهى أمامي، لأكتشف هل هي طبيعية أم صناعية. لن نجد شيئا حتى نفتت هذا الجمود، أن نقتلع الفكرة وندعها تحلِّق، فإما أن نقتلها باصطيادها أو أن نفوز بها ونحن نراقبها فقط . تخرج “ آرتميس” من قاموس إغريقي، تحتفل معي بولادة جديدة، ثم تشير إلى صندوق، أمد يدي في ظلام النعاس، أستر سفور شعاع آتٍمن متحف الكلمات، مثلكم، لا أعرف الكنز في الداخل. قد يكون لوحًا نقشت عليه قصيدة، أو لغاتٍ اختفت من العالم، أو مومياء فرعونية، أو قد يكون غصنًا من شجرة زيتون تنذر ببشرى نتمناها. لا أعرف، ولكن الصندوق مكتوب عليه “ لا يهم أن تكون القصة قصتك “ . في الأحلام كل شيء يحدث كالسحر، تقع في المحيط بإرادتك لكنك تخرج إلى عالم جديد مليء وخصب .وربما تعود إلى غرفتك وبيدك طائر لم ينتبه لغيابه السرب. تترنح بين خزانة ملابس وآلهة تدرس النجوم والأنهار وترص حجارة الحياة، وبين طفل باكٍ يختطفه نسرٌ من سهول طروادة. يحدث كل هذا قبل أن أعود إلى يقظة مفاجئة، تذيب سماواتي وحدائقي وتنقض جدائل حكاياتي، محتضنة كتابي المفتوح: “ الإنسان والبحث عن المعنى” والصفحة معلقة بعلامة تشبه إصبعي.