مدينة جواثا السياحية هي مدينة سياحية ترفيهية تقع في محافظة الأحساء شرق المملكة على بُعد 17 كم من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الهفوف، حيث تتواجد شمال شرق قرية الكلابية. تم تدشين مدينة جواثا السياحية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء، وذلك مطلع العام 2018. وتعد مدينة جواثا السياحية متنزهًا متكاملاً يحتوي على جميع الأنشطة الترفيهية والسياحية الفريدة لجميع الفئات العمرية والتي تميزه بمكانة خاصة بين الوجهات السياحية. وتمزج مدينة جواثا في هويتها السياحية العديد من العوامل المختلفة، أولها الإرث التاريخي لهذه المنطقة وورود العديد من الأحداث التاريخية المهمة بها، وكذلك الجانب الترفيهي بالمدينة والذي ضاعفته العمليات الإنشائية الحديثة بها، بالإضافة إلى الجانب الطبيعي الذي تعززه كل عناصر الجذب من مياه وصحراء وخضرة، وأخيرًا طابع الاستجمام الذي يجذب مرتاديها. تضم مدينة جواثا ثلاث بلدات رئيسية هي: الكلابية والمقدام وحليلة، حيث تمتد إلى حدود بلدية الجرن وبلدية مخطط الصفا، وصولًا إلى الواحة الخضراء في الجهة الجنوبية منها. تبلغ مساحة مدينة جواثا السياحية مليوني متر مربع، وتضم بحيرة يتجاوز مسطحها 15 مترًا مربعًا مصممة بشكل حديث ومزودة بإضاءة حديثة، وتتفرع منها مجموعة من الجداول، ومسطحات خضراء، وألعاب للأطفال، إضافة إلى المطاعم والمقاهي المتنوعة، والأكشاك المختلفة، وسوق هجر التراثي، كما تضم مساحات لإقامة الفعاليات الحية والتراثية والثقافية، إضافة إلى الأنشطة والألعاب الرياضية المتنوعة، ومراكز للرياضات المتنوعة مثل الطيران الشراعي، وركوب القوارب، ومساحات للتخييم الشتوي. وأكد سمو أمير المنطقة الشرقية على ضرورة المحافظة على الهوية العمرانية الفريدة التي تتميز بها الأحساء، وإبراز المقومات السياحية التي تتمتع بها، منوهًا بما توليه القيادة -أيدها الله- لتطوير القطاع السياحي، وإبراز موروث المملكة الحضاري، مشددًا على ضرورة الاعتناء بمفهوم السياحة الزراعية واستثمار الفرص المتاحة في هذا المجال، وأهمية أن تسهم هذه المشروعات في توفير الفرصة لأبناء الأحساء، سواءً الوظيفية أو التطويرية، لافتًا النظر لأهمية أن تستزرع المسطحات الخضراء بالأشجار ذات الظلال التي لا تستنزف الموارد المائية؛ ليكون المشروع ذا أثر إيجابي على المحافظة. منطقة زاخرة بالآثار تعد مدينة جواثا منطقة تاريخية زاخرة بالآثار، إذ كانت من أوائل الأماكن التي اُستُقِر فيها بالمنطقة الشرقية، وذلك ما قبل الإسلام، إذ احتوت على أدوات حجرية صغيرة الحجم، تعود لحضارة العصر الحجري، أي في فترة ما قبل الميلاد بـ 4000 عام، وسبب اختيار سكانها لها في ذلك العصر خصوبة أرضها الزراعية، وكثرة عيون المياه الطبيعية بها، ونشاط الحركة التجارية، فقد كانت محطة وسيطة بعد ميناء العقير، يقصدها التجار لنقل السلع، إضافة لأهميتها من الناحية الدينية، فقد كان أهلها ضمن أوائل من اعتنقوا الدين الإسلامي في المنطقة، وبها مسجد جواثا التاريخي الذي يعد من أقدم مساجد الأحساء. ومن الأماكن التي تجذب الزوار والسياح، سوق هجر التراثي، الذي يحتوي على متاجر شعبية مصممة بطابع يحاكي بناء الأحساء القديم، تقدم بضائع تقليدية متنوعة، مثل: الأواني المحلية، والتحف المناسبة للاقتناء والإهداء، حيث يشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار الذين يفضلون اقتناء البضائع التراثية والتقليدية بأسعار جيدة. وتتضمن فعاليات السوق المهن الهجَرية القديمة، ومنها صناعة السيوف والدروع والرماح، وصناعة الجرار القديمة المستخدمة في الطبخ وخلافها، ومهنة القلال الهجَرية وارتبطت هذه المهنة بشهرة الأحساء أو هجَر القديمة بصناعة وإنتاج التمور، ومهنة الخباز واشتهرت الأحساء بالتمر الذي دفع أهلها للاستفادة منه في صناعة أشهر أنواع الخبز الأحسائي وهو الخبز الأحمر. ويمكن للزوار والسياح الاستمتاع في مدينة جواثا السياحية باستعراض الطيران الشراعي، وبنادي الكارتنج، وبنادي البينتبول، وبمدينة الملاهي، وبركوب القوارب في البحيرة. وتحتوي مدينة جواثا السياحية أيضًا على حديقة حيوانات، ومساحات لإقامة الفعاليات الثقافية والترفيهية، ومسطحات خضراء للتنزه والتخييم. ومن المناطق الأثرية المتواجدة في جواثا عين ماء يطلق عليها أهل جواثا اسم عين الجثي، والبعض يطلق عليها اسم عين أبي هريرة، وهي عبارة عن بئر محفورة في الصخور، يبلغ محيطها أربعة أمتار ونصف، وتحتوي اليوم على حجارة من الداخل. وهناك أيضًا جبل القارة الذي يُعد من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في محافظة الأحساء، وقد سُجل على قائمة اليونسكو لمواقع التراث الطبيعي العالمي العام 2018م، كما يعتبر من أجمل المناطق التي تجذب السيّاح إليها سواء من داخل المملكة وخارجها بسبب تكويناته الصخرية الملفتة للانتباه، والكهوف والمغارات الواسعة التي يبلغ عددها (12) مغارة مختلفة الأشكال وهي مرتفعة باردة في أيام الصيف، وتتميز بعضها بأن لها درجة حرارة معتدلة شبه ثابتة. ثاني مسجد تقام فيه صلاة الجمعة يعد “مسجد جواثا” في محافظة الأحساء، رمزًا تاريخيًا ثقافيًا إسلاميًا لأولى دور العبادة في شرق الجزيرة العربية، وأحد أبرز المعالم الدينية والتراثية التي يعود بناؤها إلى 1400 عام، لبدايات العصر الإسلامي، بعد أن شيدهُ بنو عبد قيس وحلفاؤهم بنو تميم وبكر بن وائل التي كانت تقطن آنذاك بالمكان نفسه، حيث يقع المسجد على بعد عشرين كيلو مترًا باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وإلى الشمال من الحليلة والكلابية والمقدام، وفي سهل جبل الشعبة الشرقي. ويتشكل المسجد من خلال تصميمه ومبناه الذي يعد نواة أساس لدور العبادة في الإسلام لوجود بيت الصلاة، من أروقة ثلاثة مع تمحور ضلع القبلة مع اتجاه الكعبة ووجود المحراب وبقايا آثار مكان المنبر ومركى اليد، حيث جرى تطوير الموقع بقيام مدينة جواثا السياحية بمساحاتها الشاسعة ليمثل المسجد مدخلاً وموقعًا تاريخيًا يقصده الزوار والسواح من مختلف الجنسيات؛ والتعرف عليه بما يحمله من صورة إسلامية رمزًا وتراثًا لـ 14 قرنًا. ويحتل “مسجد جواثا” الذي يرجع بناؤه إلى السنة السابعة للهجرة، مكانة كبيرة في وجدان المسلمين، إذ يعد أول مسجد أسس في شرق الجزيرة العربية، وثاني مسجد في الإسلام صليت فيه صلاة الجمعة، بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة، وشُيِّد بعدما اعتنق بنو عبد قيس الإسلام طوعًا، وسارع حاكم عبد القيس المنذر بن عائد الملقب بالأشج فور علمه بظهور الرسالة في المدينة أن أوفد رسولًا لاستجلاء الأمر، وحين وصل بالعلم اليقين أسلم وأسلم جميع أفراد قبيلته، وأقام مسجد جواثا، التي لا تزال قواعده قائمة، فيما تآكل بعضها مع مرور الزمن، ونتيجة للأحداث التي مرت في شبه الجزيرة العربية. ووفق دراسة معمارية تاريخية، جرى ترميم المسجد وإعادة أجزاء متساقطة منه، وذلك عام 1430هـ، مع تحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي، وشكل الأبواب والنوافذ، وإعادة بناء الأجزاء المُنهارة من المسجد، ويأتي “برنامج إعمار المساجد التاريخية” الخيرية إلى ترميمها وتوثيق تاريخها وإعادة الحياة والصلاة إليها. وكانت أرض جواثا قديمًا مقصدًا للقوافل التجارية نتيجة لمركزها التجاري، وتعود محملة بالبضائع والتمور والمنتجات الزراعية والعطور وتعد سوقًا تجارية “لموقع الأحساء الاستراتيجي”، وتتبادل التجارة جنوب الجزيرة العربية وشمالها ووادي الرافدين؛ لموقعها على طريق القوافل التجارية القديم المتنقلة من الساحل إلى وسط الجزيرة العربية، وقد استمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية المبكرة. وأوردت الكتب التاريخية اسم “جواثا” لأهميتها، وقد ذكرها الهمداني في وصفه جزيرة العرب، وذكرها البكري، واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء، فيما يقول الشيخ حمد الجاسر في كتابه “المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية” وبعض أقوال شيخ المؤرخين جواد الرمضان: “إن اختفاء آثار المسجد يعود إلى زحف الرمال حتى مع كونه على مرتفع، مشيرًا إلى أن طول المسجد يبلغ 20 ذراعًا وعرضه 10 أذرع، ويوجد في الجهة الغربية “عين جواثا”، وفي الجنوب الغربي آثار مقبرة يعتقد أنها لعدد من الصحابة، الذين استُشهدوا في حروب الردة. أكبر هلال بالمنطقة الشرقية بطول 600 متر مربع تزينت مدينة جواثا السياحية في محافظة الأحساء، مع بداية شهر رمضان المبارك لعام 1442هـ، بأكبر هلال بالمنطقة الشرقية، بلغ طوله 600 متر وحوله نجوم وفوانيس مضيئة بجميع ممرات ومرافق المدينة. وأوضح مدير الفعاليات في مدينة جواثا حسين أمين أن وضع أكبر هلال على مستوى المنطقة الشرقية؛ يهدف إلى محاكاة التطور السياحي الذي تشهده محافظة الأحساء وتصنيفها كعاصمة السياحة العربية، إضافة إلى أن المدينة تمثل أحد المعالم السياحية والواجهات الحضارية التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030. وأضاف أن مدينة جواثا احتضنت أكبر خريطة للمملكة المكونة من 500 ألف زهرة، وذلك في مهرجان كرنفال الزهور الذي نظمه مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء. وتضم المدينة عددًا من الممرات المائية وممشى لمزاولة رياضة المشي، وعددًا من المرافق والحدائق العامة التي تعطي انعكاسًا إيجابيًا لمرتادي المدينة من أهالي وزوار محافظة الأحساء. مشاركات مميزة وأكبر طبق كبسة حساوية شاركت مدينة جواثا السياحية في العديد من الفعاليات هذا العام، وكانت البداية بـ “كرنفال الزهور 4” في شهر يناير، تلاه المشاركة في الاحتفال بمواهب جواثا في مطلع شهر فبراير، ثم الاحتفال بيوم التأسيس في فبراير أيضًا، بعدها المشاركة في يوم العلم السعودي في شهر مارس، ثم فعالية “عيدنا فرحة” في شهر أبريل، الذي شهد أيضًا فعالية مميزة هي الاحتفال بأكبر طبق كبسة حساوية، وفي شهر مايو شاركت مدينة جواثا السياحية في فعالية “لنركض معًا”، ثم فعالية الأنشطة المائية وكذلك سباق الدراجات. وشهدت مدينة جواثا السياحية في شهر أبريل من العام الحالي احتفالية تحضير أكبر طبق كبسة حساوية في العالم التي كان الهدف منها دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكذلك ممارسة الأعمال التطوعية التي تزيد من الحركة السياحية في الأحساء. كان الطبق من إعداد الشيف فايز العباد أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الطبخ، وحضر الفعالية عددًا من المشاهير والفنانين والإعلاميين والإعلاميات من منطقة الأحساء، ومن بينهم الفنانة لطيفة المقرن، والفنان خليل الشهير باسم (جسوم).