
أصدر كرسي الأدب السعودي التابع لجامعة الملك سعود الطبعة الثانية من كتاب “مؤتمرات الأدباء السعوديين”، وجاء في مئة وسبع وأربعين صفحة، وهو من تأليف الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضو اللجنتين: التنظيمية والعلمية في المؤتمرين: الثالث والخامس. ويؤرّخ هذا الكتاب لمؤتمرات الأدباء السعوديين الخمسة التي عُقدت في المدة من 1394ـ1438هـ (1974ـ2016م)؛ في محاولة لتوثيق أبرز المعلومات الخاصة بكل مؤتمر من خلال الحديث عن فكرة المؤتمر، واللجان العاملة، وعناوين البحوث، وأسماء المكرّمين، والتوصيات، بالاستعانة بالمراجع الموثوقة، وفي المقدّمة: بحوث المؤتمرات الخمسة، والعدد الخاص من مجلة المنهل المخصّص لتوثيق فعاليات المؤتمر الأول، والعدد الخاص من مجلة المنهل المخصّص لتوثيق فعاليات المؤتمر الثالث. وكانت الطبعة الأولى من الكتاب قد صدرت في عام 1433هـ/2012م عن نادي مكة الثقافي الأدبي، وأرّخت لمؤتمرات الأدباء السعوديين الثلاثة التي عُقدت في المدة من 1394ـ1430هـ (1974ـ2009م)، ثم عُقد بعد صدور الكتاب مؤتمران، وهما: الرابع (1434هـ/2013م)، والخامس (1438هـ/2016م)، وهذا هو السبب الذي دعا المؤلف والكرسي لإعادة طباعته كي تكتمل الدائرة فيما يخص المؤتمرات، ويكتمل التأريخ لها مجتمعة. ولأن الموافقة السامية على عودة مؤتمر الأدباء نصت على أن يُعقد المؤتمر كل سنتين برعاية خادم الحرمين الشريفين، وأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام تنظيمه فقد حرصت الوزارة على الالتزام بهذا التكليف وهذه الثقة، وأسهمت في عقد ثلاثة مؤتمرات متوالية وليس بينها فوارق زمنية كبيرة كما حصل بين الأول والثاني، وبين الثاني والثالث، ونهضت الوزارة بعقد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في مدينة الرياض عام 1430هـ/2009م، ومؤتمر الأدباء السعوديين الرابع في المدينة المنورة عام 1434هـ/2013م، ومؤتمر الأدباء السعوديين الخامس في الرياض عام 1438هـ/2016م، ثم تأسست وزارة الثقافة في عام 1439هـ/2018م، فأعادت الهيكلة لكل الجوانب الثقافية، وتوقفت مؤتمرات الأدباء السعوديين، وأصبح الخامس هو الأخير، وحاولت وزارة الثقافة إيجاد البديل، فتبنت “ملتقى الأدباء”، ويُعقد كل سنة في إحدى مدن المملكة بدءًا من عام 1443هـ/2021م، وعُقد حتى الآن في المدن التالية: أبها، والطائف، وحائل. يقول المؤلف في مقدّمة الطبعة الثانية: “خلال المدة الزمنية التي عُقدت فيها هذه المؤتمرات الخمسة، وهي أربعة وأربعون عامًا أدلى الأدباء بمختلف أجيالهم بمجمل آرائهم ورؤاهم وأحلامهم للمستقبل الثقافي في المملكة، ويمكن الوقوف عليها بقراءة توصيات المؤتمرات، وعددها سبعون توصية، وما الهاجس الذي كان يؤرقهم كثيرًا وتكرر في التوصيات؟ من التوصيات التي تكررت: إنشاء مجمع علمي سعودي لخدمة اللغة العربية، والإلحاح على أهمية تكريم الأدباء السعوديين، وإنشاء دار للكتب الوطنية وفق نظام الإيداع، وضرورة خدمة الأدب السعودي في المناهج الدراسية وإنشاء كرسي خاص به، وطباعة الرسائل الجامعية، وإطلاق رابطة للأدباء السعوديين، وصندوق للأدباء يرعاهم في حالة الحاجة والضعف، والمطالبة بانتظام دورات المؤتمر، وبجمعية لأدب الطفل، وغيرها من التوصيات المهمة التي تكرر ذكرها في أكثر من مؤتمر، ولكن ما الذي تحقق منها؟ لقد تحقق بعض من توصيات الأدباء السبعين، ولكن من الصعب تحققها كلها، وفي بعضها تكرار لتوصيات سابقة، وأهم ما تحقق منها: إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وكرسي الأدب السعودي الذي تولى طباعة ما يزيد على مئة رسالة جامعية، وانعقاد المؤتمر خمس مرات، وتكريم عدد من الأدباء والجهات في المؤتمرات الخمسة، وإطلاق جمعية أدب الطفل وثقافته”.