الإعلانات التِّجاريَّة

صارت الإعلانات التِّجاريَّة جزءًا أصيلًا من أسلوب الحياة الحديثة؛ ولأهمِّيَّتها الاقتصاديَّة صارت طوعًا ملء السَّمع والبصر، ولكن هل منافعها لا تتعدَّى التِّجارة؟ بلى؛ فمنافعها مختلفٌ ألوانها ومجالاتها، وفيما يأتي غيضٌ من فيضِها: ١- المجال الطِّبِّيّ: فيمكن الإفادة منها في: أ- علاج الاكتئاب؛ لأنَّ أبطالها يظهرون بابتساماتٍ وضحكاتٍ تملؤ الآفاق؛ وهذا يُؤثِّر لا شُعُورِيًّا على المكتئب؛ فإذا بقوسِ عُبُوسَه الذي كان يرميه بسهامٍ سفليَّةٍ يرمي القلوب بسهامٍ عُلْوِيَّةٍ، وإذا بآهاته الحرَّى تستحيل قهقهاتٍ نشوى؛ وكأنَّ الحياة صارت عيدًا فردوسيًّا. وإذا به يخلع نظّاراته السَّوداء ليرى الجمال يلوِّن أشياء الحياة بريشته السِّحريَّة. ب- فحص النَّظَر؛ لأنَّ بعض عباراتها، نحو:” تُطَبَّقُ الشُّروط والأحكام”، “يُطَبَّق العرض على أصنافٍ مختارةٍ”، “العرض سارٍ حتَّى نفاد الكَمِّيَّة” تكتب بخطٍّ أصغر من خطِّ المصحف الذي يمتلكه الألبانيّ “ماريو بروشي”؛ مِمَّا يجعل من قراءتها اختبارًا أوّليًّا جيّدًا لمن يودُّ فحص “قِصَر النَّظر”. وهذا الفحص (المجّانيّ) نصفُ الدّواء لداءٍ سيعاني منه نصف سكّان العالم عام ٢٠٥٠م حسب دوريَّة (طبّ العيون) الأمريكيّة. ٣- المجال العلميّ: فأخطاؤها اللُّغويَّة- وإن كانت شرًّا- تُلْهِم الباحثين؛ مِمَّا يثري (دار الحكمة) العربيّة بأبحاثٍ ورسائل جامعيَّةٍ هي امتدادٌ لما يعرف ب(كتب لحن العامَّة) التي فُقِد أكثرها. ٤- المجال الأخلاقيّ: ففيها صدقٌ منيرٌ يدلُّ به المُعلِن- والمُعْلِن لا يكذِب أهله- على الأزكى سلعةً ومنتجًا، وحِشْمَةٌ تصان في صدفاتها المُعْتِمَةِ اللآلئُ المكنونةُ، واقتصادٌ فَقَطِيٌّ (نسبةً إلى كلمة فَقَط) تأخُذُ فيه اليدان: العليا والسُّفلى الجودةَ العليا بأسعار المناقصات، وتكافلٌ اجتماعيٌّ يسمح بالحصول على بعض السِّلع والمُنتَجات (مَجَّانًا) أو بسعرٍ رمزيٍّ بعد الحَطِيطَة الهائلة (الخَصْم). وبعدُ، فإنَّ الفوائد السَّابقة وحدها تجعل من شراء السِّلع والمنتجات المُعلَن عنها غير كافٍ، بل على العملاء الأوفياء - وإن كانوا مُقِلِّين- أن يساهموا في استبقاء خيرات الإعلانات وبركاتها؛ بدفع قيمتها التي مهما ارتفعت تتلاشى مقارنةً بآثارها الإيجابيَّة، و”يا بلاشااااااه!! يا بلاشااااااه!!”