المخرج السينمائي السعودي منصور البدران..
ما نشهده اليوم هو امتداد للموجة الجديدة من الأعمال الوثائقية التي توظّف الأدوات الدرامية.
يقدّم المخرج السعودي الشاب منصور البدران تجربةً يحتذى بها في مجال صناعة الأفلام السينمائية والأفلام الوثائقية، اذا استطاع أن يخطو خطوات نحو العالمية بحنكته الإخراجية وأسلوبه السلس في تقديم المشاهد وإيصال الفكرة. «اليمامة» كان لها حديث خاص مع المخرج والمنتج منصور البدران ننقله إليكم فيما يلي. •كيف ترى أفق الدراما الوثائقية في المملكة؟ الأعمال الوثائقية يتم إنتاجها منذ فترة طويلة بالمملكة لا تخطو خطواتها الأولى. ما يحدث الآن في هذا المجال هو امتداد للموجة الجديدة من الأعمال الوثائقية التي توظّف الأدوات السينمائية الدرامية في العمل الوثائقي البحت وهو ما زاد شعبيتها محلياً على الأقل. ولا بد من الإشارة إلى أن أرض المملكة وامتدادها التاريخي يكسبها ميزة خاصة في عالم صناعة الأفلام الوثائقية! •إخراج الأفلام الوثائقية يتطلب كفاءة فكرية، ودراية بالشكل الفني إضافة إلى الحيادية، كيف تحافظ على هذه العناصر بأعمالك؟ أحافظ على هذه العناصر من خلال قولبة الفكرة ومنهجتها بما يخدم الرسالة الأساسية، فتحقيق الحيادية التامة أمر بالغ الصعوبة، وباعتقادي أنها تعتمد على طرح مواضيع تحتاج لهذا الأسلوب. حتى الآن جميع الأفلام التي قمت بإخراجها لم تتطلّب ذلك. •كيف اتجهت إلى إخراج الأفلام؟ اتجهت إلى عالم الأفلام فعلياً من الثانوية العامة، حيث قمت بإخراج أول أفلامي القصيرة، و التي شاركت بها بمهرجان سينمائي بجدة، وهو ما يعرف آنذاك بـ “مهرجان جدة للعروض المرئية”. • أخبرنا عن فيلمك الوثائقي شمس 89. شمس 89 هو فيلم وثائقي قمت بإخراجه بالتعاون مع مجموعة من الشباب في مؤسسة استدامة، وهم مجموعة من المبدعين الذين قاموا ببناء سيارة تعمل بالطاقة الشمسية والمشاركة بها في سباق للسيارات بالطاقة الشمسية في أستراليا. الفيلم شارك في عدة مهرجانات حول الخليج بما فيها مهرجان أفلام السعودية، منصة الشارقة للأفلام ومهرجان العين السينمائي. الفيلم متاح للمشاهدة في موقعي الشخصي. •جمعت فيه المنظور الوظيفي والإبداعي، وبين الرياضة والطاقة الشمسية في أجواء التحدي. ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال العمل؟ الصعوبة كانت تكمن في ربط جميع المواد التي تم تصويرها سابقاً مع مواد جديدة وصناعة فيلم وثائقي، لكن بالنسبة لي هذه صعوبات ممتعة تحثني على التقدم والعمل حتى على انجاز العمل بأفضل صورة. فالصعوبات هي تحديات يمكنها أن تحسّن من الأداء الوظيفي بطريقة ممتعة. •برأيك ما هي أنواع الأفلام الوثائقية التي تجذب المشاهد اليوم؟ الفيلم الوثائقي في أحيان كثيرة أشبه بسبق صحفي، ما يجذب المشاهد هو ذاته ما يجذب القرّاء، وأحياناً الخبر نفسه جذّاب، وأحيانا أخرى الكاتب نفسه متمكن، وفي حالة الوثائقي هو المخرج. فلا يقع فعل الجذب على عامل واحد، فكلّ عمل يقوم على فكرة قريبة للواقع محبوكة بطريقة جذابة، عقلية وعاطفية وكلما جرى تصوير الفكرة من واقع المشاهد كلّما زادت أهميتها بالنسبة له. •غالباً، يكون محور الرسالة هو الأهم في الفيلم الوثائقي، هل هو كذلك بالنسبة إليك؟ لا أعتقد أن الرسالة أمراً جوهرياً في صناعة الأفلام، نعم قد تكون هناك رسائل مخفية أو مبطنة، و لكن بالمقام الأول صناعة عمل ممتع وذي جودة وقيمة فنية وبصرية سينمائية عالية أهم بكثير. • في عام 2010 منحتك الأمم المتحدة لقب المواطنين عقب فوزك بمسابقة السفراء المواطنين للأفلام، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتقك بهذا اللقب؟ في عام 2010 تم اختيار فيديو قصير قمت بالمشاركة به في مسابقة للأفلام نظمتها الأمم المتحدة وتم اختياري لتمثيل قارة آسيا والمملكة حينذاك. تضمّنت مراسم الفوز الذهاب لمقر الأمم المتحدة في نيويورك والالتقاء بالأمين العام وقتها بان كي مون مع الفائزين. وهذا اللقب يضبف إلى مسيرتي الكثير من الثقة والثبات، والمضي قدماً نحو مستقبل ناجح، ويقع علي مسؤولية في اظهار جوهر الأفلام الوثائقية ومدى أهميتها في التنمية الاجتماعية للأفراد. •كم تستغرق الأعمال الوثائقية حتى تجهز؟ تعتمد مدة إنتاج الفيلم الوثائقي بطبيعة الحال على القصة وكمية المواد المتعلقة بها. يحتمل عدة إجابات. •في فيلمك القصيرthe foreign patriot تبرز مفاهيم القيم وتعلم المبادئ. ماذا أضاف هذا العمل لمسيرتك؟ فيلم الوطني والأجنبي «The Foreign Patriot» هو فيلم روائي قصير قمت بإخراجه ضمن برنامج الماجستير في الإخراج السينمائي في الجامعة التي تخرجت منها قبل 5 شهور تقريباً School of Visual Arts في نيويورك. وهو فيلم كوميدي درامي يتحدث عن قصة مهاجر باكستاني مهووس بالمصارعة، يجد المصارع الذي يحبه بالصدفة وهو يواجه مشكلة ثم ينقذه، وبالنهاية يتعلم درساً عن حقيقة “الحلم الأمريكي”. الفيلم من تأليف المخرج الصديق حمزة جمجوم وبطولة الممثل المبدع نتن مادان. الفيلم حاز على المركز الأول في الدفعة بالبرنامج وتم عرضه في مسرح Linwood Dunn بلوس انجلوس التابع لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة بالأوسكار. صعوبات عديدة واجهناها بالعمل لا يمكنني حصرها في مقابلة واحدة، لكن أبرزها كان إيجاد ممثلين من أصول باكستانية في نيويورك وكذلك الاتفاق مع بعض مواقع التصوير التي كانت تتطلب تنسيق وميزانية عالية، بالطبع كل ذلك مع ميزانية متواضعة في عالم الأفلام القصيرة. •إضافة إلى الإخراج انت منتج، بما يختلفان؟ تختلف مسؤوليات المنتج عن المخرج، فعمل المنتج أشبه بعمل مدير المشروع project manager وفي أحيان كثيرة يقع على رأس الهرم بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني. اعمل كمنتج حينما يتطلب المشروع ذلك، هي مسؤولية كبيرة بلا شك، أهم مسؤولية تكمن في عدم المساومة على جودة العمل والجدول الزمني المرتبط بالمشروع. •تخصّصت بالسينما الرقمية والإنتاج السينمائي من جامعة ديبول في شيكاغو. كيف تساهم الرقمنة اليوم في صناعة الأفلام؟ الرقمنة بلا شك هي ما أحدث ثورة تقنية بالمجال السينمائي، على سبيل المثال لا الحصر في مجال التصوير حلّت كاميرات الديجيتال مكان كاميرات الفيلم الكلاسيكية، والأمثلة على قضايا مشابهة كثيرة. •هل من مشاريع مستقبلية؟ بالنسبة للمشاريع المستقبلية، لدي فيلم طويل أسعى إنتاجه وإخراجه عمّا قريب بمشيئة الله. ---- منصور البدران بأسطر بدأ منصور مسيرته المهنية في عام 2008، ومنذ ذلك الحين قام بإخراج أفلام قصيرة وأفلام وثائقية ومسلسلات عبر الإنترنت وإعلانات تجارية داخل المملكة. وفي عام 2016، حصل على شهادة في الإنتاج السينمائي من جامعة ديبول في الولايات المتحدة مع مرتبة الشرف. شارك منصور في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم، مثل مهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان ديوا السينمائي الفلبيني، ومهرجان الفيلم السعودي، حيث حصل على جائزتين مثل أفضل فيلم طلابي في مهرجان أبوظبي السينمائي (2011) والمركز الثاني. في مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان الأحساء للسينما الاجتماعية (2018). إلى جانب الإخراج، يعمل منصور كمنتج سينمائي ومنسق سينمائي ضمن فريق السينما في مركز الملك عبد العزيز للثقافات العالمية (إثراء) في الظهران بالمملكة العربية السعودية.