الصراع خارج المشهد الدرامي.

الصراع الذي ينشأ بين الممثلين خارج أدوارهم الدرامية ليس بالأمر الجديد على الساحة الفنية بل هو قديم ورافق العديد من الممثلين منذ البدايات وحتى الآن، لكن في زمن مواقع التواصل الاجتماعي أصبح أكثر أثرا على المشهد الفني بسبب تأثر الجمهور بما يقوله كل فنان اتجاه الآخر إما سلباً أو إيجاباً. هذا الصراع الذي يحدث خارج المشهد الدرامي في الغالب يحدث بسبب الصراعات التي تنشأ بسبب الأنا لدى الفنان فهو يرى أنه لم يحصل على تقدير كاف يرضي الأنا لديه، هذا الصراع يؤثر سلباً على مسيرة الفنان وعلى تلقي الجمهور للأعمال التي يقدمها الفنان فيدخل في دائرة الإثباتات الدائمة لعلو مكانته عن غيرة وفي حفظ ماء الوجه أمام جمهوره فيدخل في خلافات في الوسط الفني وخارجة بينما العمل الدرامي الذي من البديهي أن يكون هو حديث الجمهور مغيب بسبب ما يتداول عن الفنان من خلافات واتهامات. إذا هذه الخلافات لها تأثير سلبي على الفنان وعلى صورته أمام الجمهور ومدى تعامله الاحترافي مع زملائه والضغط الذي يرافق الأعمال الدرامية التي من المهم التركيز على مضمونها وأثرها على المجتمع، فمن ذكاء الفنان أن يقدم مسيرته المهنية ومصلحة المشهد الثقافي فوق كل خلاف شخصي، الآن من واجبه كفنان مسئول أن يجنب الجمهور الانقسامات والتبعيات لفنان دون الأخر، ومن ذكاء الفنان إدراكه أن استمراره الفني ملازماً لسمعته وحسن أخلاقه ومدى احترافيه في التعامل مع الإعلام والجمهور، فالمدرك يرى أن هناك أسماء فنية حجب عنها المنتجون والقنوات بسبب كثرة المشاكل والمشاحنات التي لا طائل منها. فالساحة الفنية للجميع وتتسع لكل مبدع يرى أن من واجبه تقديم المتعة والفائدة والأثر للجمهور والمجتمع الثقافي، فكل فنان له بصمته الخاصة التي تؤثر في المشهد الثقافي يجذب بها الجمهور الواعي وليس الجمهور الذي يعزز الخلافات والمشاحنات، لذلك الفنان الذكي هو من يسعى إلى تطوير موهبته والبعد عن الصراعات التي لا فائدة منها، فالفنان الحقيقي المبدع هو من يصنع أثرا فنياً في الساحة الفنية ويرى أن زملاءه شركاء نجاح يصعد بهم إلى المشهد الثقافي...