من هي النجمة الأولى ؟

قبل أعوام اشتعلت حرب إعلامية في مصر حول نجمة مصر الأولى هل هي “نبيلة عبيد” أم “نادية الجندي”؟ ولم تكن هناك أي فائدة ترجى من هذه الحرب أو المنافسة، ولم تثمر عن أعمال خالدة ماعدا بعض الأفلام التي تعد على الأصابع، وبينما شغلت النجمتان بالمركز الأول صعدت الأخريات سلالم المجد بصمت وحفرت أسماؤهن في وجدان الجمهور العربي “كإلهام شاهين” “وليلى علوي”. وما يزال الإنسان العربي يفكر كيف يكون أفضل من زميله وجاره، كيف يكون الأعلى ليشعر بالارتياح ويطمئن لفكرة أنه الأفضل، وما يزال يقتات على فكرة المقارنات حتى فيما لا تصلح فيه المقارنة أصلاً، وتسلل هذا الصراع الفني إلينا خاصة حين انتعشت الدراما السعودية وتنوعت أعمالها وغدت محط أنظار الجميع، وفي الموسم الرمضاني بالذات ليعود الصراع على الأول ونتعامل مع كل الاشياء وفق نظرية “ أنا أحسن واحد”. تصدر مسلسل شارع الأعشى المشهد السعودي واكتسح بنسبة مشاهداته بقية الأعمال وأصبحت حلقاته منتظرة من قبل الصغار والكبار يومياً، بدافع الحنين للماضي ولأن لحكايات الحب هذا الوهج الذي لا ينطفئ، وأصبح الجميع يفخر بكونه جزءاً من هذا العمل الذي تم اقتباسه عن عمل روائي للكاتبة السعودية “بدرية البشر”، مما يفتح الباب للكثير من الأعمال الروائية ليتم تحويلها إلى أعمال درامية أو سينمائية بعد ذلك، وعلى إثر هذا النجاح ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات حول الأفضل لدور “وضحى” البدوية والذي جر الكلام إلى منطقة من هي نجمة السعودية الأولى؟ والحقيقة أن المسلسل خدمنا بظهور أم إبراهيم “عائشة كاي” بظهورها المريح للعين تعمل دون ضجيج وتلمع دون أن تدخل في معمعة المقارنات، وتلفت النظر دون أن تبذل أدنى جهد، هو الصدق في الآداء لا أكثر، كذلك الشابات “لمى عبد الوهاب” و”آلاء سالم” و”مها الغزال” “أميرة الشريف” كوجوه سعودية تقدم الأدوار دون إسفاف أو تصنع والأبطال الشباب كذلك “كبراء عالم “ و”عبد الرحمن نافع”. في العام ما قبل الماضي قدم مسلسل “سفر برلك” والذي نجح بهدوء كعمل توثيقي وتاريخي تتداخل فيه الحرب مع الحب، ونجح “خيوط المعازيب” كذلك في العام الماضي في لفت أنظار الجمهور السعودي نحو الشرق، وها نحن هذا العام أمام مجموعة من الأعمال السعودية الواعدة وسيكون هناك المزيد دائماً. الدراما هي الصورة التشريحية للمجتمع وهي الطريقة الإبداعية الوحيدة التي بإمكانها أن تصيغ الحزن والخوف والفرح والحب بشيء من الواقعية وتجعلنا شركاء مع أبطال العمل في كل هذا فيشعر المشاهد لوهلة أنه هو والعمل شيء واحد وبأنه انعكاس حقيقي لقصته، فالعمل هنا هو الأول وبقية العناصر أفلاك تدور في سمائه، أما عن نظرية الأولى أو الأول فالقمة تتسع للجميع والنجاح نسبي وغير ثابت بالمرة وما قد يبدو نجماً مبهراً اليوم قد ينطفئ ويُنسى في الغد!