المسرحي القاص يحيى العلكمي:
يجب المحافظة على الثيمة الأساس والخط الدرامي عند مسرحة الأعمال الروائية.

هو قاص ومسرحي ومدرب بالكتابة المسرحية وخبير في القراءة النوعية. يعمل مستشارا ثقافيا لعدد من الجهات، عمل في الصحافة من ١٩٩٢ وحتى ٢٠١٤م ويعد هذه الأيام لمجموعة قصصية ،يؤمن أن المعالجة الدرامية سواء أكانت للمسرح أم للسينما والتلفزيون هي علم منهجي ومهارة فنية وأنه ليس من الضروري أن يكون النقد تابعا للعملية الإبداعية كما هو موجود، ولكنه يقوم بوظيفة قبلية تتمثل في الإرشاد إلى مواطن الجمال والوهج وإن بطريقة غير مباشرة. فإلى هذا الحوار . -لا يمكن الإحاطة بهذا التنوع الذي أنت عليه ، ولا حصره في كلمات. لذلك ندع لك تعريفنا على يحيى العلكمي كما تحب أن يعرف؟ *ما أعلمه عن نفسي هو محبتي للتعلم المستمر، واكتساب المهارات التي أعرف أن لدي الاستعداد لاكتسابها ومن ثم العمل على إتقانها، ولذلك فأنا محب للقراءة وعملياتها، والكتابة الإبداعية، وصناعة المحتويات الفنية خاصة القصة والمسرحية، متابع جيد للسينما السعودية. -القاص توارى خلف مشروعين كبيرين ومهمين يحتاجان إلى الكثير من الحضور والتحضير ، أعني النقد والمسرح. هل سيعود القاص بعد أن بقي (متظاهرا بالصمت) حوالي عقد من الزمن؟ *لا تعني عنايتي بالفضاء النقدي أو شغفي بالمسرح ابتعادي عن القصة، على الرغم من قلة إنتاجي فيها، المسألة متعلقة بما وافق الميل والاتجاه على الرغم من قناعتي أن القصة هي مبتدأ كل فن إبداعي؛ قصيدة أم مسرحية أم لوحة تشكيلية. ففي البدء كانت الحكاية. أعد هذه الأيام لمجموعة قصصية أرجو أن يكون حضورها مختلفا. -بصفتك أديبا معلما ومهتما بنشأة الطفل لغويا وتكوين وعيه مبكرا ، هل ترى أن هناك طرائق أخرى تضاف إلى المهارات الكتابية والقرائية الاعتيادية؟ وهل تكفي المسابقات الثقافية التي تعتني بالطفل سواء كان داخليا في قطاع التعليم السعودي أو كان خارجيا مثل مسابقة تحدي القراءة؟ *يشغلني دوما إضافة إلى المهارات الرئيسة المتمثلة في القراءة والكتابة والمنطق الرياضي، إكساب الطفل والنشء بعامة المهارات الناعمة البانية لشخصيته، والقادرة على تشكيل الأثر الإيجابي تأثّرا وتأثيرا. ولا شك أن المنافسات الفاحصة للمهارات من الأهمية بمكان شريطة ألا ينتهي الإعداد لها بانتهاء وقت المنافسة المحدد، وأن يُدرّب الطلاب على أيدي مَهرة ذوي خبرات. -تابعنا قبل عدة أشهر عرضا مسرحيا قدمه مسرح (الدن) في سلطنة عمان لرواية (تغريبة القافر) للروائي العماني زهران القاسمي، بعد أن خضع نصها إلى معالجة من قبل مخرج العمل أ.محمد خلفان. برأيك: هل معالجة النص يفقده فكرته وتماسكه الذي عمل عليها الروائي؟ وهل هناك أعمال أخرى تجد أنها صالحة لمسرحتها؟ *سأبدأ من الجزء الأخير للسؤال فأقول: نعم هنالك أعمال روائية محلية وغير محلية عديدة يمكن مسرحتها إذا ما التزم الفعل المسرحي بمعالجةٍ تحفظ الثيمة الأساس، والخطّـَ الدرامي الرئيس. عودا إلى الجزء الأول، المعالجة الدرامية سواء أكانت للمسرح أم للسينما والتلفزيون علم منهجي ومهارة فنية وفق ما يتطلبه المجال الفني الذي يوجه إليه العمل الإبداعي، ومدى جودة المعالجة ورصانتها يؤثر في مستوى العمل المسرحي أو السينمائي. -مع هذا التوجه الكبير من القيادة في تدويل الأدب والاحتفاء به عالميا بقيت القصة القصيرة غائبة أو في البند الأخير من القائمة. في رأيك هل هذا الجنس الأدبي عبء على المشاريع؟ وفي المقابل هل ظاهرة المسابقات والملتقيات والمناسبات الشعرية التي يحشد فيها أعداد كبيرة من الشعراء ، هل هذه ظاهرة صحية وسيكون لها دور في إبراز مواهب جديدة ؟ *سؤالك يقرر رأيا لا أتفق معه على إطلاقه؛ فتاريخ الأدب السعودي ووجوده مر بحالة تمرحل طبيعية تمر بها الآداب عبر العصور، أما القصة القصيرة فما تزال فنًا مستقلا وحاضرا كما قرر ذلك (تشالز إي ماي) منذ السبعينات، على الرغم من هيمنة شقيقتها الرواية التي تم تسليط الضوء عليها، لكونها في رأيي أطوع سرديا من القصة المؤطرة بتقنيات التكثيف بحثا عن أفق المعنى في ظل الاقتصاد اللغوي الذي يميزها ثم صناعة المفارقة في الخواتيم. شخصيا مع إقامة المنافسات الشعرية، ولها في تاريخنا العربي أصول، ولكن وفق اشتراطات أهمها عدم التجييش القبلي لدعم المبدع صوتيا، وكذلك اختيار لجان التحكيم ذات الاحترافية والموضوعية المرتفعة. -هل الناقد يحتاج إلى مهارة خاصة في التعامل مع النص والكاتب معا؟ أم لا بد أن يتوجه مباشرة وتكون له سلطة على النص فقط؟ *بدءا أفترض فيمن يتصدى للنقد أن يتوافر على ميزتين في شخصيته؛ الأولى الذائقة المرهفة، والأخرى النفاذ إلى ماوراء النص. عقب ذلك تأتي منهجية الدرس النقدي بما يتناسب والصنف الإبداعي المراد إخضاعه للمشرط النقدي إن أجزتم التعبير. وفي هذا الأمر أؤكد أنه ليس من الضروري أن يكون النقد تابعا للعملية الإبداعية كما هو موجود، ولكنه يقوم بوظيفة قبلية تتمثل في الإرشاد إلى مواطن الجمال والوهج وإن بطريقة غير مباشرة. -تقديم القراءات أو النقد الذي يعقب العروض المسرحية هل هذه الطريقة مجدية في تطوير المسرح أم تجدها تؤثر على الفرق وتثبط من همتهم ؟ *ما يقدم عقب العروض المسرحية لا يدخل في إطار النقد المنهجي، إنما هي وجهات نظر سريعة، وآراء انطباعية قد تصدر عن غير تخصص أو ممارسة، ومع ذلك فهي من الأهمية بمكان إذ أن للجمهور حضوره المعتبر وربما المضيف، الأهم هو اختيار الناقد المؤهل ليجلس على المنصة. -على الصعيد الإبداعي ماذا في أدراج يحيى العلكمي ينتظر أن يخرج إلى النور؟ *الحق أني من حزب التسويف في مسألة النشر، ولكن ذلك لا يمنع من كوني أعد لمجموعة مسرحية، وأخرى قصصية، وسيناريو لفيلم عن مكان له في القلب مكانة، ناهيك عن كتاب يضم مقالاتي المتفرقة. -ثلاثة كتب سعودية تختارها لترافقك مدى الحياة: *هنالك كتب عديدة قريبةومني، سأذكر ثلاثة منها: 1. حياة في الإدارة: غازي القصيبي 2. حكاية الفتى مفتاح: عبد الفتاح أبو مدين. 3. شرفة زرقاء: إبراهيم مضواح. -كلمة أخيرة لهولاء : 1.الكاتب الذي لا يقرأ: أنت لم تكتب بعد. 2.القارئ الذي لا يقرأ الأدب المحلي: هل تعرف موقعك؟. 3.القارئ الكسول: القراءة نشاط.