« أغنيةٌ هاربةٌ من غار المجــازات ». 

فتّشتُ في الغيبِ عن سرّ المجازاتِ حتى عبرتُ بها بابَ المجراتِ جاوزتُ غيثَ معانِ الرّوح فانفتقتْ شعرا وبحر الرّؤى في طيف مرآتي لم تنطفئ لغةُ العرّاف عن شفتي ما زال يعبثُ في كهف النّبوءاتِ كأنّ آدمَ في نجواهُ ألهمني حكايةَ الطّين في كُنهِ البداياتِ حاولتُ كشفَ قناع الصّمتِ عن لغةٍ تجاوزتْ في المدى حدّ السّماواتِ ألقيتُ في خلوة المعراج أسئلةً رأيتُ حيرتها في بطء خطواتي مَن علّم الشمسَ أن تأتي فتوقظنا وأخبرَ الليلَ عن بوح المناجاةِ ما قلتُ للذّئب سرًّا مسّ أُحجيتي كلا ولا همست في البئرِ أصواتي طوّحتُ عنّي غبارَ الشّك فانفتحتْ بوّابةُ الوحي في ضوء اتجاهاتي على اليقين جعلتُ الغارَ بوصلتي والقلبُ مُلقًى على وهمِ الخُرافاتِ مضيتُ والظّل في المنفى يُخالفني والرّيحُ تُشعلُ ما تُخفيه شمعاتي خبّأتُ تحت بساط الأفق قافيةً ودثّرَ اللهُ في الظّلماء خلواتي أضمّدُ النزفَ كي تخضرَّ أغنيتي فالشّعرُ يُنسج من ثوب المعاناةِ!  *معلم لغة عربيّة - باحث ماجستير في الأدب والنّقد.