يعتبر ظاهرة ثقافية سنوية بارزة..

كتاب جدة يختتم فعالياته .

اختُتمت مساء أمس السبت الموافق 21 ديسمبر فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في جدة سوبر دوم، تحت شعار "جدة تقرأ"، في رحلة معرفية استمرت لمدة 10 أيام، استضاف خلالها أكثر من 1000 دار نشر و وكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحًا، ليقدم تجربة ثقافية استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة. وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة النشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان أن المعرض شهد حضورًا لافتًا بأرقام مميزة تؤكد تطور المشهد الثقافي في المملكة، حيث وفَّر المعرض قرابة 400 ألف عنوان معروض، وتجاوز عدد الكتب المباعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة. وفي ختام النسخة الثالثة من معرض جدة للكتاب ٢٠٢٤، أبدى علوان فخره بما وصلت إليه المملكة في مجال صناعة النشر، مشيدًا بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكدًا أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية السعودية 2030. وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزًا وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بهدف تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خارطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير. بدائع الأدب الآسيوي تتوهج في سماء معرض جدة للكتاب. في فضاء يزخر بالإبداع ويحتفي بتنوع الثقافات، أتاح معرض جدة للكتاب لزواره الإبحار في رحلة آسِرة إلى عوالم الأدب الآسيوي، حيث التقت حضارات الشرق الأقصى القديم في أروقة المعرض، وسط إصدارات حديثة وأعمال أدبية مترجمة تأسر القلوب والعقول. وجمع المعرض بين الجمال الثقافي العريق والتجربة الإنسانية الملهمة، حيث برز الأدب الياباني بأعماله التي تمتد لأكثر من 1500 عام، مُقدِّمًا روايات وسيرًا ذاتية مترجمة إلى العربية بعناية فائقة. هذه المؤلفات، المستوحاة من أدب ياباني حاز على جائزة نوبل مرتين، حملت بين طيّاتها قصصًا نابضة تُعبِّر عن الروح اليابانية الأصيلة، ما جعلها محط اهتمام النقاد ودهشة المثقفين. وفي جناح آخر، أخذت دور النشر الصينية الزوار في تجربة فريدة جمعت بين المعرفة والتفاعل، التي تُجسِّد التعاون الثقافي المتنامي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، حيث قدمت إصدارات مرشحة للجوائز العالمية وأخرى حملت عبق التراث الصيني الموغل في القدم. كما اتاح الجناح للزوار فرصة مميزة لتعلم كتابة أسمائهم باللغة الصينية، في لمسة تفاعلية تُثري التجربة الثقافية. توقيعات أدبية أضاءت سماء كتاب جدة وعلى هامش المعرض، وقَّعت الدكتورة مستورة العرابي كتابها النقدي "تلقّي التلقّي" الصادر عن دار رشم للنشر، مستعرضةً منهجيات التلقي في الشعر والرواية بأدوات نقدية متعمقة، والاشتغال على عوالم التلقي في مجموعة من النصوص، وكما أفادت الدكتورة آمنة بلعلي، مبينة تراوحها بين تلقي الشعر وتلقي الرواية، واستطاعت من خلالها الدكتورة مستورة العرابي أن تتبع السبل التي كانت عليها منهجيات المدونات المعتمدة، وهيّأت لها أدوات إجرائية من مناهج نصية وسياقية مختلفة، وساهمت في تأكيد دقة اختياراتها وحرصها على الجمع بين الحسنيين وصفًا وتفسيرًا. واسترجع المعرض ذكرى الإعلامي محمد الوعيل من اصدار دشنه الإعلامي محمد الشِقا، بعنوان "مع محمد الوعيل...حكايات وذكريات" صادر عن دار صوت المؤلف للنشر، الذي وثق حياة ومسيرة الإعلامي الراحل محمد الوعيل، أحد أبرز أعلام الصحافة والذي ترك بصمة واضحة في المجال الإعلامي طوال خمسة عقود. أما القاص بخيت طالع الزهراني فدشن كتابه "العصفور الحافي" عن دار ريادة، ويسرد من خلاله تفاصيل حياته وتجربته في التعليم التي توّجها بالانضمام الى المجال الإعلامي وما صحبها من انجازات، مطعمة بمنعرجات من حياته بشكل مكثف، ويصنف الإصدار وبحسب افادة نقاد ضمن مجال السيرة الذاتية، الفن الأدبي الذي يعتمد على الانتفاء والترتيب لإعادة الشخصية الى واقعها الحقيقي. وفي مشهد شعري مؤثر، أطلق الشاعر محمد عابس ديوانه "ثلاثية اللذة والموت"، الذي يضم سبعًا وعشرين قصيدة تنبض بالمشاعر وتتنوع بين قصيدة التفعيلة والشعر العمودي. أمسيات شعرية بنكهة الفصحى والشعبي وتوّج البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب فعالياته بأمسيات شعرية منوعة ما بين الفصحى والشعبي، شارك فيها شعراء من داخل المملكة وخارجها، كانت محل تفاعل وصدى زوار المعرض. وشارك في أمسيات الشعر الفصيح كل من الشعراء: أجود مجبل، والدكتور وليد الصراف، ومحمد الماجد، وعلى بالبيد، ورداد الهذلي، وسط إدارة بارعة للشاعر سعود المقحم، والأمسية الثانية وسيد يوسف، وعلي الدندن، وعبد العزيز الأزوري، وأدارت جولاتها الدكتورة منال العمري، بينما كانت الأمسية الثالثة من نصيب الشعراء: إياد الحكمي، والدكتور زاهد القرشي، والشاعر المصري أحمد إمام، تحت إدارة الدكتور دخيل القرني، أما الشعر الشعري فشارك في أماسيه الشعرية كل من الشعراء: سعد عمر ويوسف الشنيني، وعساف أبو اثنين ومشاري الديحاني وخالد العجمي.